سميحة أيوب.. كرمها 4 رؤساء جمهورية وهذا هو الرجل الذي قهرها

سميحة أيوب واحدة من الفنانات التي تعد رمز من رموز الفن في مصر وضمن القامات التي صنعت مجدًا فنيًا لا يُنسى، سيدة المسرح العربي، التي وقفت على خشبة المسرح لأكثر من سبعين عامًا، لم تكتفِ بالتألق والنجاح، بل أصبحت رمزًا للفن الراقي والإرادة الصلبة، واحتفى بها الوطن كواحدة من أهم رموز الثقافة في تاريخه الحديث.
نشأة سميحة أيوب
وُلدت سميحة أيوب في 8 مارس عام 1932، بحي شبرا العريق في القاهرة، نشأت في أسرة بسيطة، لكن ذات تقدير للفن والثقافة، مما أتاح لها مساحة من الحلم والطموح.
منذ صغرها، أبدت ميولًا فنية واضحة، وبدأت تظهر موهبتها في التمثيل أثناء دراستها، التحقت بمدرسة "الراهبات" ثم بالثانوية العامة، وهناك بدأت تتفتح شخصيتها الفنية بشكل أكثر وضوحًا، وعندما أعلنت عن رغبتها في دراسة التمثيل، واجهت بعض الرفض الأسري في البداية، لكن إصرارها غلب التردد.
في أوائل الخمسينيات، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك تلقت تعليمها على يد كبار أساتذة الفن في مصر، مثل زكي طليمات وفتوح نشاطي، الذين آمنوا بموهبتها وفتحوا لها أبواب المسرح القومي، لتبدأ رحلة صعود طويلة استمرت لعقود.

كرمت من 4 رؤساء جمهورية
سميحة أيوب ليست مجرد فنانة، بل واحدة من رموز القوة الناعمة المصرية، تكريمها لم يكن حكرًا على الجوائز الفنية أو محافل التقدير، بل نالت إشادة وتقدير من أعلى سلطة في البلاد. وقد حظيت بالتكريم من أربعة رؤساء جمهورية:
جمال عبد الناصر: منحها وسام الفنون في الستينيات، بعد نجاحات كبيرة على خشبة المسرح.
أنور السادات: كرّمها تقديرًا لدورها في إثراء الثقافة والفن المصري.
حسني مبارك: منحها وسام الاستحقاق، واحتفى بها في عدد من المناسبات الوطنية.
عبد الفتاح السيسي: كرّمها ضمن احتفالات الدولة بالفن المصري، ووصفها بأنها "قامة فنية يُحتذى بها".

سيدة المسرح
سميحة أيوب لم تكن نجمة عابرة، بل أول امرأة تتولى إدارة المسرح القومي، ونجحت خلال فترة إدارتها في تقديم مجموعة من أقوى الأعمال المسرحية، كما كان لها دورٌ كبيرٌ في اكتشاف ورعاية مواهب جديدة، أصبحت فيما بعد من نجوم الصف الأول.
أعمالها الخالدة مثل "الناس اللي تحت"، "سكة السلامة"، و"السلطان الحائر" لا تزال تُدرس حتى اليوم، بينما أدوارها في الدراما التلفزيونية والسينما أثبتت تنوعها وقوة أدائها.
زيجات سميحة أيوب
ورغم كل المجد المهني، لم تكن حياة سميحة أيوب الشخصية بنفس النجاح. فقد تزوجت ثلاث مرات، وكان زواجها من الفنان محسن سرحان والأديب سعد الدين وهبة معروفًا بالاحترام والهدوء، لكن زيجتها الثالثة من الفنان محمود مرسي كانت الأكثر إيلامًا.

من الرجل الذي قهرها؟
لكن يبقى الرجل الذي تسبب في أكبر ألم نفسي ومادي لها، هو المخرج الشاب الذي تزوجته في سنواتها المتقدمة، ويُقال إنه استغل حبها وثقتها، واستولى على أموالها وملكياتها ورغم أنها حاولت الدفاع عن نفسها، إلا أن صدمة الخيانة كانت أكبر من قدرتها على الاحتمال.
في أحد لقاءاتها، اعترفت سميحة أيوب أن "القهر الحقيقي لم تأتِ به الحياة الفنية، بل جاء من رجل أحبته وأعطته من عمرها وأمانها، ثم خانها بكل برود".

آخر أعمال سميحة أيوب
في عام 2024، شاركت الفنانة الراحلة سميحة أيوب في فيلم "ليلة العيد"، الذي تناول قضايا المرأة من خلال مجموعة من السيدات يعشن على جزيرة ويواجهن تحديات اجتماعية.
وفي عام 2023، ظهرت في مسلسل "حضرة العمدة" إلى جانب مجموعة من النجوم مثل روبي وأحمد رزق ومحمود عبد المغني.
كما شاركت في أوبريت "إيد واحدة" خلال احتفالية عيد الشرطة، والذي عُرض على مسرح البالون.
وفاتها
توفيت سميحة أيوب في 3 يونيو 2025 عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة تجاوزت السبعة عقود.