حكاية محامي كفر الشيخ دفع حياته ثمنًا لخلاف نسيبه مع أهل زوجته

في ظهيرة هادئة بشارع المصنع بمحافظة كفر الشيخ، كان كل شيء يبدو عاديًا داخل المقهى الشعبي، دخان الشيشة يتصاعد على انفاس “المعسل”، وأحاديث الزبائن تتناثر في الأركان، وأكواب الشاي تتنقل بين الطاولات.
محامي كفر الشيخ
في الزاوية اليمنى من المقهي، جلس أحمد محمد عبد الحميد، محامٍ أربعيني من سكان ميت علوان، يحتسي الشاي بهدوء، كما اعتاد أن يفعل كل يوم، لم يكن يدري أن جلسته المعتادة هذه ستكون الأخيرة.
القصة بدأت عندما دخل شاب المقهى برفقة شقيقته، لم يتوقف أو يلتفت، عيناه كانتا مركّزتين على أحمد، تقدم بخطوات سريعة نحوه، ثم أخرج جسما معدنيًا كان يخفيه، وبحركة مفاجئة سدد ضربة قوية إلى رأسه، ضربة واحدة كانت كافية لتسقط أحمد أرضًا، لا يتحرك.
قتيل داخل المقهي
عقب وقوع الحادث ارتبك زبائن المقهى، بعضهم وقف مذهولًا، وبعضهم الآخر ركض نحوه يحاول مساعدته، لكن إصابته كانت خطيرة.
في دقائق معدودة حضرت سيارة الإسعاف، ونُقل أحمد إلى مستشفى كفر الشيخ العام، حيث حاول الأطباء إنقاذه، لكن الإصابة كانت أعمق من أن تُشفى، رحل أحمد، تاركًا خلفه سؤالًا صعبًا يتردد في أذهان الجميع: لماذا؟.
من القاتل ؟
الإجابة لم تتأخر كثيرًا، بلاغ من المستشفى وصل إلى قسم أول كفر الشيخ، ومنه بدأت القصة تتكشف، حيث دلت تحريات المباحث أن الشاب الذي نفذ الجريمة يُدعى “وليد” في العقد الثالث من عمره، وأن شقيقته ولاء هي من حرضته على القتل.
تحريات المباحث
وتبين من التحريات أن خلافات عائلية قديمة بين ولاء وزوج شقيقة المجني عليه، استمرت شهورًا وتفاقمت، حتى قررا إنهاءها بطريقة دموية.
وكشفت التحقيقات أنه لم يكن لأحمد يد في هذا الخلاف، لكنه كان قريبًا من أطرافه، وهذا وحده كان كافيًا ليضعه في مرمى الانتقام، حيث الشقيق قرر تنفيذ الجريمة، والأخت دفعته إليها، والضحية رجل لم يكن له ذنب سوى أنه نسيب الطرف الآخر.
ضبط المتهمين
في أقل من 24 ساعة، تمكنت قوات الأمن من القبض على وليد وشقيقته، وخلال التحقيق، اعترفا بكل شيء، وأرشدا عن أداة الجريمة التي استخدمها في الاعتداء.
في مشرحة مستشفى كفر الشيخ، تجمعت أسرة أحمد، غارقين في الحزن والذهول، والدته ترفض تصديق أن ابنها لن يعود، وشقيقاته ينظرن إلى الباب كأنهن ينتظرن أن يفتحه من جديد، أما الجيران، فكانوا يهمسون في صمت: "كان طيب ومسالِم.. والله مالوش في أي حاجة".
النيابة باشرت التحقيقات، وبدأت في استجواب المتهمين، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.