بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بـ«سُبع البقرة».. حكم المشاركة في الأضحية بقصد طلب اللحم

الدكتور نظير محمد
الدكتور نظير محمد عياد / مفتي الجمهورية

أصدرت دار الفتوى المصرية برئاسة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، فتوى في جواز المشاركة في الأضحية بالسبع في بقرة أو بدنة، بقصد طلب اللحم.

 

ما هي الأضحية وما حكمها شرعًا؟

 

أطُلق اسم الأضحية عليها لأنها تكون وقت الضحى، أول أيام عيد الأضحى، وهي ما يتم ذبحه لوجه الله تعالى، من الأنعام، أي، البهائم، بتذكيتها أو في أيٍّ من أيام التشريق بنيتها.

 

وتعتبر شرعًا، سنة مؤكدة للمسلم القادر، بإجماع أقوال الفقهاء، كما في كتاب القاضي عبد الوهاب، “المعونة”، كتاب الفقيه موفق الدين بن قدامة، “المغني”، وطبقًا لحديث رسول الله (صلعم) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلي عليه وسلم يقول: “ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلَاةُ الضُّحَى”  في كتاب "المسند" للإمام أحمد بن حنبل.

 

حكم مٌشاركة ما يزيد عن فرد في أضحية واحدة

المشاركة فيه تعني، قيام أكثر من فرد في فعل شيء، بالتراضي.، بغرض تقسيمه، طبقا لما دفع فيها، أنه من الجائز شرعًا، المشاركة في شراء أوتربية الأضحية بنيتها في الجميع، من أجزائها فيما هو من البُدْن، أو البقر وما في معناها كالجاموس، شريطة ألا يقل نصيب كل فرد عن السُّبع، وبتحقق بقية شروطها، وهو قول متأخري المالكية، تخريجًا على هدي التطوع عند الإمام مالك.

 

كما ذكر الإمام أبو بكر الحدادي الحنفي في كتابه، “الجوهرة النيرة”، قوله: (أو يذبح بدنة أو بقرة عن سبعة، والبدنة، والبقرة تجزئ كل واحدة منهما عن سبعة.

 

فيما كتب شهاب الدين القرافي المالكي في كتابه "الذخيرة": “أن الأئمة البقرة أجازوا أن يشترك سبعة أفراد في بقرة أو بدنة”، كما أشار صاحب كتاب "البيان": روى ابن وهب عن مالك الاشتراك في هدي التطوع، ويلزم ذلك في الأضاحي على القول بعدم وجوبها".

 

وقال شمس الدين الحطاب الرُّعَيْني المالكي في كتاب "مواهب الجيل": أنه لا يشترك في الأضحية، فيما أكد بعض المالكية جواز المشاركة في هدي التطوع.

وقال الإمام الشافعي في كتابه "الأم": “إن اشترك سبعة في بدنة أو بقرة أجزأتهم”.

وقال العلامة الخطيب الشربيني في كتابه "مغني المحتاج": “والبعير والبقرة، يٌجزئ كل منهما عن سبعة”.

وقال العلامة موفق الدين ابن قدامة الحنبلي في كتابه "الكافي": وتجزئ البدنة عن سبعة، وكذلك البقرة.

واستدلوا على ذلك بما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: "نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ" في صحيح مسلم.

 

حكم خروج فرد عن نية الأضحية والاشتراك بنية طلب اللحم

إذا وقعت النية في مجموعها لا الجميع، بأن خرج أيٌّ من المشتركين عن نية الأضحية إلى قصدِ أخر أو طلبِ اللحم، أفتى الشافعية والحنابلة بجواز ذلك، ولا إثم عليه، لأن المشارك بالسٌبع لا ينتقص بإرادة المشارك بسٌبع آخر قربةً أو غير ذلك كطلب اللحم، ولأن كلَّ سٌبع من البدنة أو البقرة بمنزلة شاة واحدة منفردة، والتضحية بالشاة الواحدة المنفردة جائز شرعًا، فلا يؤثر أن يصبح سٌبع بدون نية الأضحية، فكل مشارك ونيته، والأمور بمقاصدها.

 

والدليل على ذلك، حديث رسول الله (صلعم)، عن علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» متفق عليه.

 

الخاتمة

بناءً على ذلك، يجوز مشاركة أكثر من فرد في بدنة أو بقرة، لكلِّ مشارك منهم السُبْعٌ، بعضهم على نية الأضحية، والبعض الأخر على غير ذلك، ولا يُؤثِّر ذلك في قبول الأضحية ممن أراد أخذُ أحد المشاركين سُبْعًا منها بقصد طلب اللحم.

تم نسخ الرابط