جمال شعبان يحذر من تأثير الزلازل ويدعو لعدم التزاحم

حذر جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب القومي، من حدوث زلزل مفاجئ بعد منتصف الليل، مؤكدًا صعوبة التنبؤ بالزلازل حتى مع التقدمات العلمية الحديثة.
وأشار شعبان خلال برنامجه الإذاعي “قلبك مع جمال شعبان” إلى أننا نشهد في الفترة الأخيرة هزات أرضية متكررة بلا مقدمات، مما يضع المواطنين أمام قلق دائم.
وأضاف أن الأجهزة الحالية غير قادرة على التحذير المبكر من الزلازل بنفس دقة توقعات الأحوال الجوية، بالرغْم من التطورات التكنولوجية التي شهدها العلم في السنوات الماضية.
وأوضح العميد السابق لمعهد القلب أن ردود فعل الناس تجاه الزلازل تختلف من شخص لآخر، مشيرًا إلى ظاهرة “فوبيا الزلزال” لدى فئات معينة.
وقال إن أعراض هذه الفوبيا تبدأ نفسية كالشعور بالخوف المبالغ أو القلق المستمر، ثم تتحول إلى أعراض جسدية تؤثر على وظائف الأعضاء المختلفة، وأبرزها القلب. وبين أن ارتفاع ضغط الدم وخفقان القلب المتكرر قد يكونان من أبرز علامات تأثر الأشخاص كبار السن ومن يعانون أمراض القلب قبل وقوع الهزة أو بعدها مباشرة.
ولفت جمال شعبان إلى أهمية الثبات الانفعالي عند سماع صوت اهتزاز مبنى أو الشعور بهزة أرضية حتى لو كانت بسيطة.
وأضاف: تأثر كبار السن بالهلع يمكن أن ينقل هذا المشهد إلى الأطفال، فيصبحون أكثر عرضة للخوف الشديد والارتباك.
ونوّه إلى أن الشعور بالذعر قد يدفع البعض إلى التصرفات غير مدروسة مثل الجري العشوائي، ما يزيد من فرص وقوع إصابات نتيجة التدافع أو السقوط.
وفي سياق تقديم النصائح، أكد شعبان أن أولى خطوات التعامل مع الزلزال هي تجنّب الزحام والتدافع.
وقال: يجب على كل شخص أن يحافظ على رسمية موقفه، ويحاول الانتقال بهدوء إلى مكان آمن بعيدًا عن الأثاث الثقيل والنوافذ الزجاجية.
وأضاف أنه من الأفضل التوجه إلى “زاوية قوية” في المبنى، مثل إطار الباب أو أسفل طاولة صلبة، حتى تقل نسبة التعرض للأجسام المتساقطة.
وشدد على ضرورة وجود خطة عائلية مسبقة تشمل نقطة تجمع خارج المبنى والتواصل عبر الهاتف أو الرسائل النصية حال الانتهاء من الخروج.
ومن ناحية أخرى، طمأن جمال شعبان المواطنين بقوله إن قوة الزلازل التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة تقع ضمن الحدود الآمنة، ولا تتجاوز عادة 4 درجات على مقياس ريختر.
وأشار إلى أن الهزات الخفيفة تقع بصورة شبه يومية في دلتا النيل وسيناء نتيجة النشاط التكتوني البسيط، لكنها لا تشكل خطرًا هيكليًا على المباني السكنية. وأضاف: الحمد لله لا توجد مشكلات حقيقية من الزلازل في مصر حاليًا، ولكن التوعية واجبة حتى لا يُصاب المواطنون بحالة هلع عامة تؤدي إلى نتائج سلبية أكثر من ذات الزلزال”.
وختم العميد السابق لمعهد القلب القومي حديثه بالتأكيد على ضرورة نشر الوعي بأعراض فوبيا الزلزال وآليات التغلب عليها، خاصة لمن لديهم تاريخ مرضي بالقلب أو الضغط.
ونصح بمتابعة المصادر الإخبارية الرسمية والجهات المختصة، والابتعاد عن الشائعات التي تنتشر فور وقوع أي هزة أرضية.
وأكد أن “الوقاية النفسية” تساهم بقدر كبير في الحد من تأثير الزلزال على الصحة العامة، معتبرًا أن بث روح الاطمئنان والمسؤولية بين المواطنين هو الخطوة الأهم لمواجهة المخاوف من جرّاءِ الزلازل.