بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خبير شؤون فلسطينية لـ«بلدنا اليوم»: المساعدات الأمريكية تخدم أجندات أمنية

الدكتور شفيق التلوني
الدكتور شفيق التلوني

ظهرت مبادرة جديدة تقودها مؤسسة مدعومة من واشنطن للإشراف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات في القطاع، في ظل الحصار المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ومع تصاعد الأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.

 

المبادرة تأتي وسط اتهامات من إسرائيل لحركة "حماس" بسرقة المساعدات- وهو ما تنفيه الأخيرة، إلا أن الأمم المتحدة أبدت اعتراضها، مؤكدة أن هذه الخطة لا تفي بمبادئها الأساسية القائمة على النزاهة والحياد والاستقلالية. 

 

وللوقوف على أبعاد هذه الخطة، التقت "بلدنا اليوم" الدكتور شفيق التلوني، الخبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي كشف عن خلفيات ما وصفه بـ"التواطؤ الأمريكي الإسرائيلي" في إدارة ملف المساعدات، محذرًا من أجندات خفية أمنية وتجارية تقف وراءها وفيما يلي نص الحوار:


 

كيف تفسّرون ارتباط المساعدات الأمريكية للفلسطينيين بطاعة واشنطن لتل أبيب؟


المساعدات الأمريكية للفلسطينيين مرتبطة بطاعة من قبل واشنطن لتل أبيب، من خلال استمرارها في ما يسمى بـ"عربات وضروب"، وهي عملية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين تحت وقع الابتزاز، والمجازر الجوية التي تُرتكب يوميًا في جميع مناطق غزة. وتُدفع العائلات قسرًا نحو "المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل وزعمت أنها ستكون آمنة، في حين يُمنع دخول المساعدات إلى باقي مناطق القطاع.

 

ما المخاطر الفعلية لحصر المساعدات في ما يسمى بـ"المنطقة الإنسانية"؟ 


لا يوجد أي منفذ لأي مساعدات لأي منطقة في قطاع غزة باستثناء هذه المنطقة.  وهذا الأمر يؤدي إلى عزل كامل لبقية القطاع، ويؤثر سلبًا على مؤسساته الدولية، خاصة مؤسسات الأمم المتحدة العاملة هناك، إلى جانب المنظمات التابعة للدول. إسرائيل تسعى بوضوح إلى تقويض هذه المؤسسات، بل وحظرها وحظر عملها داخل الأراضي الفلسطينية.

 

هل ترى أن هناك تنسيقًا مباشرًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ملف المساعدات؟


نعم بالتأكيد.. حين تعلن الولايات المتحدة دعمها لهذه الخطة، فهي تعلن بذلك توافقًا تامًا مع إسرائيل، وهذا التفاهم ينعكس على الأرض بواسطة سياسات مشتركة تؤثر مباشرة على المدنيين الفلسطينيين وتفرض وقائع قسرية على الميدان.

 

هل هناك أبعاد أمنية أو اقتصادية تقف خلف مشروعات المساعدات الجديدة؟


بلا شك.. هناك أجندات أمنية وتجارية تقف خلف هذه الخطط. شركات أمريكية وإسرائيلية تعمل تحت غطاء "المساعدات" التي تصل إلى قطاع غزة، لكن هذه المساعدات ليست بالمستوى المطلوب، ولا تُقدّم وفقًا للمعايير الإنسانية الدولية، بل تُستغل لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية لتلك الدول.

 

كيف تصف التأثير الكلي لهذه الخطة على سكان غزة؟


ما يحدث يصب في إطار استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق قطاع غزة، والشعب الفلسطيني عمومًا.. الخطة لا تهدف إلى إنقاذ المدنيين، بل إلى إدارة معاناتهم بما يخدم أهداف الاحتلال.

 

من منظور حقوقي، كيف تقيمون طريقة توزيع المساعدات الحالية؟


الطريقة المعتمدة لتوزيع المساعدات تفتقر إلى الحد الأدنى من احترام الكرامة الإنسانية. الفلسطينيون يتعرضون لمحاولة إذلال ممنهجة، ويجرى استهداف كيانهم ووجودهم على الأرض بهذه الطريقة التي تُدار بها المساعدات، لذلك فإن هذا النهج مُدان بكل المقاييس القانونية والإنسانية.

تم نسخ الرابط