بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

السفير رخا حسن لــ «بلدنا اليوم»: القاهرة تقود التوافق العربي من بغداد

السفير رخا حسن
السفير رخا حسن

وسط تحديات متشابكة تواجه المنطقة العربية، من غزة المشتعلة،  إلى السودان الممزق، مرورًا بسد النهضة والأزمة اليمنية، برز الدور المصري كرقم صعب في معادلة الاستقرار.

 
وفي حوار خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، يكشف السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، كواليس المواقف العربية في قمة بغداد، ويتحدث بصراحة عن غياب الرئيس السيسي عن قمة ترامب الخليجية، ودور القاهرة في صد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، ومصير التوافق العربي في ظل الانقسامات الحالية. وفيما يلي نص الحوار


كيف ترى دور مصر في صياغة القرارات العربية الأخيرة الصادرة عن قمة بغداد؟


مصر دائمًا ما تتحرك على محورين رئيسيين في القضايا العربية. الأول هو دعم الحلول السياسية استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، والثاني هو منع تمدد الأزمات الإقليمية التي تُغذّي التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتفتح المجال أمام التدخلات الخارجية. 
في قمة بغداد، لعبت القاهرة دورًا محوريًا في الدفع بعدة قرارات رئيسية، مثل دعم إعادة إعمار غزة، والتضامن مع السودان، ودعم الحقوق المائية المصرية في ملف سد النهضة. كان هناك أيضًا توافق بشأن سوريا واليمن، ومصر ضغطت لتكون الصياغة متوازنة وواقعية، بعيدًا عن الشعارات.

 

كيف يمكن ترجمة هذه القرارات إلى خطوات عملية على الأرض؟


ذلك يتوقف على قدرة الدول العربية على تجاوز خلافاتها. للأسف، هناك تباعد واضح بين بعض العواصم العربية، وهناك دول قطعت علاقاتها، وهذا يعوق تنفيذ أي رؤية جماعية. 
إذا أردنا فعلًا مواجهة التحديات، علينا أولًا "لمّ الشمل العربي". لدينا طاقات هائلة ومواقف قانونية يمكن أن تُحرّك المجتمع الدولي. 

 

وعلى سبيل المثال، إسرائيل مدانة أمام محكمة العدل الدولية، وهناك أدوات قانونية لعزلها اقتصاديًا إذا توفرت الإرادة السياسية الجماعية.

 

إسرائيل تدّعي أن إيران هي التهديد النووي للمنطقة، بينما تمتلك ترسانة نووية... كيف ترى هذا التناقض؟


هذا هو جوهر الأزمة. إيران موقّعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في المقابل، إسرائيل تمتلك سلاحًا نوويًا وهددت مؤخرًا باستخدامه في غزة، بل ووجدت دعمًا علنيًا من واشنطن لهذا التهديد!
 

العالم يتعامل بازدواجية صارخة، والدول العربية يجب أن تتحرك بشكل جماعي لفضح هذه السياسات، وفرض عزلة على إسرائيل حتى ترتدع.

 

 

ماذا عن غياب الرئيس السيسي عن قمة ترامب الخليجية؟


القرار لم يكن عابرًا. هناك خلافات عميقة مع الولايات المتحدة. مصر رفضت بشكل قاطع مشروع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن، وهو طرح تكرر في إدارات مختلفة، من بايدن إلى ترامب. 
 

كما أن سلوك ترامب المهين تجاه قادة عرب، مثل العاهل الأردني والرئيس الأوكراني، خلق مناخًا غير ملائم لأي زيارات رئاسية من جانب مصر. القاهرة الآن تتجه لتوازن أكبر في علاقاتها الدولية، خاصة مع الصين وروسيا، وهذا له وزنه في معادلات السياسة الخارجية.

 

هل ترى أن التحرك العربي الحالي كافٍ لوقف العدوان على غزة؟


للأسف لا..  هناك ضعف في الضغط العملي على إسرائيل، بالرغْم من التوافق اللفظي.. فما نحتاجه هو تحرّك عربي منظم لفرض عقوبات اقتصادية، والتلويح باللجوء إلى المحاكم الدولية. 
 

مصر تبذل جهدًا كبيرًا، ولكنها لا تستطيع وحدها تحمّل هذا العبء. لابد من شراكة حقيقية بين العواصم العربية، لأن القضية الفلسطينية ليست مسؤولية مصر وحدها، بل مسؤولية تاريخية وجماعية.

تم نسخ الرابط