بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

ارتفاع أعداد الحجاج وسط أجواء إيمانية في صعيد جبل عرفات

توافد مليون ونصف مسلم على جبل عرفات بتكبيرات «لبيك اللهم لبيك»

ابتهالات الحجاج
ابتهالات الحجاج

تشهد صعيد جبل عرفات صباح اليوم الخميس توافد قرابة مليون ونصف مليون حاج من ضيوف الرحمن لأداء ركن الحج الأعظم، حيث غمرتهم مشاعر الخشوع والسكينة منذ طلوع الفجر، مرددين «تكبيرات الرحمن» بصوتٍ واحد «لبيك اللهم لبيك»، ساعين بنية خالصة للعفو والمغفرة والعتق من النار. 

تنظيم أمني محكم ومتابعة حثيثة

وتأتي هذه الأجواء الإيمانية في ظل تنظيم أمني محكم ومتابعة حثيثة من قِبَل مختلف القطاعات الأمنية على الطرق المخصصة لصعود الحجاج على جبل عرفات ودروب المشاة، بهدف تنظيم التدفق المروري وتأمين السلامة العامة وتسهيل وصول الحجاج إلى مشعر عرفة وفق خطط مدروسة.

وفي تعليق ميداني أوضح مسؤول في وزارة الحج والعمرة السعودية أن «الاستعدادات جرت على أعلى مستوى لاستقبال ضيوف الرحمن، حيث تم توفير نقاط توجيهية وتركيز فرق إرشادية على طول المسارات لتوجيه الحجاج وضمان انتظام عملية الصعود». 

وأكد أن «توزيع الحجاج يتم بحسب الحافظات والأسماء المسجلة مسبقًا، لضمان عدم حدوث أي تدافع أو اكتظاظ مفاجئ».

ومن جهتها نقلت قناة «القرآن الكريم» الأجواء الإيمانية في بث مباشر مباشر من جبل عرفات، حاملة بين طياتها دعوات الحجاج وأصوات التكبير والتهليل، فيما يترقب الملايين من المسلمين في أنحاء العالم لحظة إقامة خطبة عرفة التي تُعد أهم خطبة في مناسك الحج، إذ يجتمع الحجاج على جبل الرحمة لاستماعها عند الزوال، ثم يتوجهون بعدها لإتمام سائر المناسك.

وتُعد خطبة عرفة التي تُلقى في ظهر يوم عرفة (الخامس من يونيو 2025م، التاسع من ذي الحجة 1446هـ) لحظة محورية في نفوس الحجاج، إذ تستغرق حوالي نصف ساعة تقريبًا، يتخللها ترديد الشيوخ والأئمة آيات من الذكر الحكيم وأدعية خاصة للحجاج والمسلمين كافة، مطالبين فيها المسلمين بالاستمرار على ذكر الله والتضرع إليه. 

وفي هذا الصدد أوضح أحد الأئمة المشاركين أن «الخطبة تشتمل على ذكر فضائل يوم عرفة وعناصر الخطبة التعليمية التي تحثّ الحاج على التوبة والإخلاص والإنابة إلى الله تعالى، ثم يختتمها بدعاءٍ عام للمسلمين في شتى أرجاء المعمورة».

وفيما يتعلق بالخدمات المقدمة للحجاج، أشارت قيادة الأمن السعودي إلى نشر وحدات خاصة للإسناد الغذائي والطبي على امتداد ساحة عرفات والمسعى، حيث تم تجهيز أكثر من 200 نقطة إرواء وتوزيع وجبات سريعة، بالإضافة إلى مستشفيات ميدانية تضم أطقم طبية وتمريضية على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي طارئ صحي. 

كما تمّ تعزيز تواجد فرق الدفاع المدني والإنقاذ لضمان سرعة التدخل في حال وقوع حوادث أو حالات إعياء على جبل عرفات بسبب حرارة الطقس التي اقتربت من تجاوز 40 درجة مئوية.

ويُذكر أن الحجاج بعد إتمامهم وقفة يوم عرفة من خلال الصعود على جبل عرفات سيشرعون في رمي الجمرات والعودة إلى منى لقضاء أيام التشريق، حيث يتواصل نشاط السلطات السعودية لتنظيم الحشود وتأمينهم، بما يضمن سلامة وصحة الحجاج ويحقق سهولة التنقل بينهم. 

ومع انشغال العالم بمتابعة هذا الركن العظيم، يأتي الاهتمام بمتابعة المناخ والأحوال الجوية لترشيد استهلاك المياه وتفادي الإجهاد الحراري، فيما تؤكد الجهات المنظمة أن «خطة الطوارئ قائمة على مدار الساعة، بالتنسيق مع الجهات الصحية والبلدية لتقديم أفضل الخدمات».

وينهي الحجاج يومهم بالدعاء والتضرع، راجين من الله أن يتقبل حجهم ويعيدهم إلى بلادهم سالمين غانمين، حاملين معهم ذكرى مشهدٍ إيماني يجمعهم على صعيد عرفات، تحت سماءٍ تشهد عظمة الخالق وعظمة ضيوف بيته الحرام.

تم نسخ الرابط