حجاج بيت الله يؤدون صلاة الظهر والعصر في مسجد نمرة

مسجد نمرة .. شهد مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم الخميس 5 يونيو 2025، توافدًا كثيفًا لحجاج بيت الله الحرام، الذين أدوا صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداءً بسنة المصطفى ﷺ، وذلك عقب الاستماع إلى خطبة يوم عرفة التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. 

وتميزت أجواء المسجد بالإقبال الكبير والخشوع، حيث امتلأت ساحاته ومساحاته الداخلية بقلوب خاشعة وألسنة متضرعة، في مشهد روحاني يختزل أهمية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.

مسجد نمرة الواقع في طرف مشعر عرفات

ويُعدّ مسجد نمرة الواقع في طرف مشعر عرفات، من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في موسم الحج، ويحظى بمكانة خاصة كونه المكان الذي تُلقى منه خطبة يوم عرفة سنويًا. 

وقد وردت في كتب التاريخ عدة أسماء لهذا المسجد، من بينها: "مسجد النبي إبراهيم"، و"مسجد عرفة"، و"مسجد عُرنة"، و"مسجد الخليل". 

وتعود أصول تأسيسه إلى منتصف القرن الثاني الهجري في عهد الخلافة العباسية، قبل أن يشهد أكبر توسعة في تاريخه خلال العهد السعودي، حيث وصلت مساحته إلى أكثر من ١١٠ آلاف متر مربع، مما يتيح استيعاب نحو ٣٥٠ ألف مصلٍ في آن واحد، بما يضمن السهولة والراحة لمنسوبي بيت الله الحرام.

ويتكوّن المسجد من ست مآذن شامخة يبلغ ارتفاع كل منها ٦٠ مترًا، وثلاث قباب تتوسط سقفه، كما يضم عشرة مداخل رئيسية تحتوي على ٦٤ بابًا لتسهيل حركة دخول وخروج الحجاج بسلاسة عالية. 

ويحتوي مسجد نمرة على غرفة بث إذاعي مجهزة بأحدث التقنيات، تُستخدم لنقل خطبة عرفة وصلاتي الظهر والعصر مباشرة إلى العالم عبر الأقمار الصناعية، في مشهد يعكس العناية الفائقة التي توليها المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتيسير أداء النسك والشعائر على الحجاج.

وقد توافد حجاج بيت الله الحرام قبيل وقت صلاة الظهر، استعدادًا لأداء ركعتي الظهر ثم جمعها مع العصر وقصرها، مقتدين بسنة النبي ﷺ، فيما قدّم الشيخ الدكتور صالح بن حميد خطبة يوم عرفة، مستعرضًا معاني التقوى والعفو والرحمة، ومشيرًا إلى فضل يوم عرفة وأركانه، بحضور مهيب تفاعل معه الحجاج بالدعاء والثناء. 

وشهد التنظيم في المسجد انسيابية واضحة بفضل الجهود التنسيقية من الجهات المعنية بشؤون الحج، التي وفّرت خدمات متكاملة تشمل المياه، والتهوية، والمظلات، إضافة إلى كوادر أمنية وطبية تُعنى براحة وسلامة الحجاج داخل المسجد وفي محيطه.

ويحتفي المسجد بمكانته المتميزة في مشهد الحج؛ حيث تشهد صلاتي الظهر والعصر فيه جمعًا وقصرًا رمزًا لاتحاد القلوب واستذكارًا لسير النبي ﷺ في هذا اليوم العظيم. 

وتأتي هذه الإجراءات التنظيمية والتوسعات العمرانية في إطار حرص القيادة الرشيدة على تسهيل أداء مناسك الحج بكل يسر وطمأنينة، وتنظيم حركة الحجاج ضمن بيئة آمنة ومريحة.

ومع انتهاء صلاة الجمع تواصل الحجاج أداء بقية مناسك يوم عرفة بالتكبير والاستغفار والدعاء عند جبل الرحمة، فيما تكتمل بذلك شعيرة عظيمة من أعظم شعائر الحج، التي تظل في وجدان كل مسلم ذكرى لا تُنسى.