مركز القاهرة الدولي ينظم برنامج تدريبي لمواجهة الانتهاكات الجنسية
نظم مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام دورة تدريبية متقدمة لإعداد مدربين أفارقة مختصين في منع الاستغلال والانتهاك الجنسي، وذلك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال الفترة من 26 إلى 30 مايو 2025.
يهدف هذا البرنامج الرائد، الذي عُقد بالتعاون مع إدارة عمليات دعم السلام في الاتحاد الإفريقي، وبدعم من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والحكومة اليابانية، إلى تمكين المشاركين من نقل المعارف والخبرات داخل بلدانهم، في محاولة جادة لسد الفجوات التدريبية المرتبطة بحماية المدنيين ومنع الانتهاكات الجنسية في بيئات النزاع.
وضم التدريب 15 مشاركًا من الخبراء العسكريين والمدنيين من مختلف أنحاء القارة، بينهم ممثلون عن قوة المهام متعددة الجنسيات، وبعثات "الإيكواس" المنتشرة في غينيا بيساو وغامبيا، إضافة إلى مسؤولين من وزارة الدفاع الصومالية، وكلية الدفاع الوطني في نيجيريا، والجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي، فضلاً عن عدد من المدربين من مراكز التميز التابعة للاتحاد الإفريقي المختصة بتأهيل بعثات حفظ السلام قبل نشرها.
وافتُتحت الدورة بكلمة مسجلة للسفير سيف قنديل، مدير مركز القاهرة الدولي، أشاد فيها بالتعاون البنّاء مع الاتحاد الإفريقي والشركاء الدوليين، معتبرًا الدورة خطوة محورية نحو تعزيز معايير السلوك والانضباط داخل بعثات دعم السلام الإفريقية.
كما أشار إلى أهمية تطوير برامج تدريبية تراعي السياقات الإفريقية وتنسجم مع السياسات القارية، في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2719 الذي يشدد على ضرورة تمويل بعثات السلام الإفريقية مع ضمان التزامها بمعايير الشفافية والمساءلة، بما في ذلك منع الاستغلال والاعتداء الجنسي.
وتتميّز هذه الدورة بكونها الأولى من نوعها على مستوى القارة التي تُكرّس بالكامل لقضية الوقاية من الانتهاكات الجنسية داخل البعثات، حيث اعتمدت على منهجية تفاعلية جمعت بين الأطر القانونية والسياسية للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، مع التركيز على الجوانب التطبيقية في التدريب، مثل تقنيات العرض والتيسير وتصميم المناهج، مما يؤهل المتدربين لقيادة ورش مماثلة في دولهم.
ويمثل هذا البرنامج منعطفًا جديدًا في مسار بناء القدرات الإفريقية، ويعكس التزامًا متناميًا من جانب الشركاء الإقليميين والدوليين بمكافحة جميع أشكال الانتهاكات داخل بعثات السلام، عبر تمكين الكوادر الإفريقية من أن تكون في صدارة جهود الإصلاح والوقاية.