بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خبير علاقات دولية لـ«بلدنا اليوم»: الغارات الإسرائيلية رسالة تصعيد مباشرة

الدكتور عبدالله نعمة
الدكتور عبدالله نعمة

تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا خطيرًا بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في الجنوب. 
 

وجاء الاعتداء الجديد فتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول دور الدولة، وصمت المقاومة، ومصير اتفاق وقف إطلاق النار.


في هذا السياق، قال الدكتور عبد الله نعمة، خبير في العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، إن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الليلة الماضية الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق في جنوب لبنان، يُشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية ولأحكام القانون الدولي.

 

ولفَت خبير العلاقات الدولية، في حديث خاص لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات ممنهجة للبشر، وتدمير للحَجر والشجر، يندرج ضمن سياسة مستمرة تهدف إلى فرض الهيمنة على القرار اللبناني.

 

وأضاف: هل تُرِك اللبنانيون مكشوفين تمامًا، بلا حماية دولية، ولا موقف سياسي حاسم؟


المواقف الرسمية

وأشار “نعمة” إلى أن مواقف السلطة اللبنانية، من رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى رئيس الحكومة نواف سلام، مرورًا برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، لا تزال محصورة ضمن بيانات الاستنكار، في حين أن المشهد الميداني يتطلب مواقف أكثر وضوحًا وجدية.

 

وشدد على أن تحميل الدولة وحدها المسؤولية لم يعد مقنعًا، مضيفًا: “إذا كانت المقاومة تملك القدرة على الردّ بالصواريخ والمُسيّرات، فلماذا لا ترد؟ هل أصبح الإرهاب اليومي بحقّ المدنيين أمرًا معتادًا؟”

 

هل اتفاق وقف إطلاق النار يمنح إسرائيل حق القتل؟

وأوضح نعمة أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تمّ توقيعه في مراحل سابقة، يُطرح اليوم كسلاح يُستخدم ضد اللبنانيين أنفسهم، وقال: هل يُعقل أن هذا الاتفاق يمنح إسرائيل الحق في قصفنا وتهديد حياتنا يوميًا، دون أي رد أو مساءلة؟

 

وأكد أن ما يُثير القلق هو أنّ إسرائيل باتت توجه رسائل مباشرة إلى رئاسة الجمهورية، مضمونها نفذوا المطلوب، وإلا فلن يكون هناك استقرار في بيروت ولا أمن في لبنان.

 

وأضاف: هذا الابتزاز مرفوض، ويُعيدنا إلى مربّع الضغط الإسرائيلي الذي يُحمّل لبنان تبعات أمن إسرائيل.

 

هل الغارات تستهدف سلاح المقاومة؟

ونوه  نعمة إلى أن توقيت الغارات الإسرائيلية الأخيرة قد لا يكون مصادفة، بل يحمل في طيّاته رسائل خطيرة، منها إعادة إحياء ملف سلاح المقاومة.

 

وتساءل: هل الهدف من هذا التصعيد هو إجبار لبنان على مناقشة مستقبل سلاح حزب الله، أو خلق فجوة بين المقاومة والدولة؟

 

وأشار إلى أن الراعي الأميركي يتخاذل في لعب دوره المفترض، ما يُسقط فعليا أي حل دبلوماسي. وقال: قد نكون أمام سيناريو جديد، تقوده حكومة نتنياهو، يهدف إلى زعزعة الاستقرار، وفرض وقائع جديدة في الجنوب والضاحية.
تصعيد محتمل واستحقاقات دولية ضاغطة

 

وأكد  نعمة أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تعكس بداية مرحلة أكثر خطورة، لا سيّما مع اقتراب موعد تجديد مهام قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، وسط حديث عن احتمال فرض الفصل السابع لتطبيق القرار 1701 بالقوة.

 

وأضاف في ظل الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الذي أفشل قرار وقف إطلاق النار في غزة، يتّضح أن المجتمع الدولي لا يحمي اللبنانيين، وأنّهم تُركوا وحيدين تحت نيران العدو، دون غطاء أو رد فعل مناسب.


رسالة أين الدولة وأين المقاومة؟

وقال نعمة في حديثه متسائلا: أين هي الدولة مما يجري؟ وأين المقاومة؟ إلى متى هذا الصمت؟ وماذا ننتظر؟ إذا كانت الغارات تُستخدم لترويع الناس وضرب هيبة الدولة والمقاومة معًا فإن الرد يجب أن يكون واضحًا.

 

وشدد قائلًا: الحل ليس في التفاوض فقط، بل في امتلاك القرار.. فلتكن المواجهة إذا كان لا بد منها، وليسقط اتفاق وقف إطلاق النار الذي منح إسرائيل غطاءً دوليًا للقتل اليومي، بقبول أو توقيع داخلي، سواء من حكومة نجيب ميقاتي أو من أطراف الثنائي الشيعي.

تم نسخ الرابط