اكتشاف كنز هائل من الليثيوم تحت بركان خامل بأمريكا يهدد تفوق الصين

تمكن فريق من علماء الجيولوجيا من اكتشاف احتياطي ضخم من معدن الليثيوم داخل بركان «كالديرا ماكديرميت»، الواقع على الحدود بين ولايتي نيفادا وأوريجون غرب الولايات المتحدة الأمريكية، في واحد من أبرز الاكتشافات الجيولوجية خلال العقود الأخيرة.
وبحسب موقع Daily Galaxy فإن قيمة هذا الاكتشاف تٌقدّر بنحو 413 مليار يورو، ويتركز الاحتياطي في منطقة «ثاكر باس» داخل البركان، حيث أظهرت التحاليل وجود تركيزات مرتفعة من الليثيوم داخل طبقة طينية تُعرف باسم «الإيليت».
تصنيع البطاريات وتقنيات الطاقة النظيفة
وكشفت العينات التي خضعت للفحص عن نسب غير مسبوقة من الليثيوم تصل إلى 2.4% من الوزن، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ نحو 0.4% فقط، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للموقع كمصدر رئيسي لمعدن يُعد أساسيا في تصنيع البطاريات وتقنيات الطاقة النظيفة.

ويعود تكوّن هذا الاحتياطي الهائل إلى عمليتين جيولوجيتين متعاقبتين, بدأت الأولى قبل أكثر من 16 مليون سنة، حين تفاعلت مياه البحيرات القلوية مع الزجاج البركاني الغني بالليثيوم، ما أدى إلى تكوّن طين غني بالماغنيسيوم, وتبعتها مرحلة ثانية تسربت فيها سوائل حرارية أرضية محمّلة بعناصر مثل الفلور والبوتاسيوم، وهو ما غيّر التركيبة المعدنية ونتج عنه الطين الغني بـ «الإيليت». بحسب Daily Galaxy
وبحسب دراسة مشتركة أعدّها باحثون من جامعة كولومبيا وشركة «ليثيوم أميركاز»، فإن متوسط تركيز الليثيوم في الموقع يبلغ 1.8%، وهي نسبة تفوق تلك المسجلة في مواقع أخرى مثل «وادي كلايتون» و«رايولايت ريدج»، ما يعزز فرص «ثاكر باس» كموقع تعدين رئيسي في الولايات المتحدة.
“استعمار أخضر” وفرصة لمنافسة الصين
ورغم الأهمية الاقتصادية للاكتشاف، إلا أنه أثار اعتراضات من قبائل السكان الأصليين التي اعتبرت المشروع تهديدا لأراضيها وثقافتها، ووصفت ما يحدث بأنه “استعمار أخضر”. كما أبدى نشطاء بيئيون مخاوفهم من تأثير المشروع على التربة والمياه الجوفية، رغم تأكيدات بأن الاستخراج لن يتم عبر طرق تقليدية ملوثة مثل برك التبخير.
فيما يشكل هذا الاكتشاف فرصة كبيرة للولايات المتحدة لتقليل اعتمادها على واردات الليثيوم من دول مثل الصين وتشيلي، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على المعدن لدعم صناعة السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة.
وفي حال تطوير المشروع بنجاح، قد يسهم في تعزيز مكانة الولايات المتحدة ضمن سوق الطاقة النظيفة، ويدعم جهودها للتحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة لمواجهة التغير المناخي.