بني عبيد تودع شهيد الشهامة.. وفاة سائق شاحنة البنزين بالدقهلية

سادت حالة من الحزن والأسى في محافظة الشرقية ومركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، بعد وفاة السائق خالد محمد شوقي عبدالعال، الذي توفي اليوم الأحد، متأثرًا بإصاباته البالغة جراء واقعة احتراق شاحنة الوقود التي كان يقودها بالقرب من محطة بنزين في مدينة العاشر من رمضان.
وضرب السائق مثالًا نادرًا في الشجاعة والتضحية، عندما شب حريق مفاجئ في شاحنته المحملة بالوقود، أثناء وقوفها داخل محطة بنزين بالمجاورة 70 في العاشر من رمضان، ورغم الخطر المحدق، لم يفكر خالد عبدالعال في نفسه، بل تحرك فورًا بالشاحنة المشتعلة إلى خارج نطاق المحطة، خوفًا من انفجارها وسط المواطنين والمنشآت السكنية والتجارية، في مشهد بطولي أبهر الجميع وأنقذ المدينة من كارثة محققة.
وأثناء قيادته الشاحنة المشتعلة، امتدت ألسنة اللهب إلى كابينة القيادة ومنها إلى جسده، ما تسبب له في حروق خطيرة من الدرجة الثالثة.
وعلى الفور، جرى نقله إلى مستشفى بلبيس المركزي، ثم إلى مستشفى أهل مصر للحروق بالقاهرة، حيث دخل في غيبوبة نتيجة تدهور حالته الصحية، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم.
واتشحت قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد في محافظة الدقهلية، بالسواد وعمّها الحزن، وخرج الأهالي في حالة من الصدمة والحسرة لفقدان أحد أبنائها المعروفين بالطيبة والشهامة.
وفي وقت سابق، كانت غرفة العمليات بمديرية أمن الشرقية قد تلقت بلاغًا من مأمور قسم ثان العاشر من رمضان، يفيد بوقوع حريق ضخم بسيارة وقود بالقرب من محطة بنزين، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من قوات الحماية المدنية، التي تمكنت من السيطرة على النيران ومنع امتدادها، فيما تم تحرير محضر بالواقعة، وإبلاغ الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
خالد عبدالعال لم يكن مجرد سائق شاحنة، بل تحوّل إلى رمز للبطولة والإنسانية، بعد أن ضحى بحياته من أجل حماية المئات من المواطنين ومنع كارثة كانت ستصيب المدينة بأضرار فادحة.