باحث شؤون إيرانية لـ«بلدنا اليوم»: طهران تحاول التقرب من مصر

قال الدكتور محمد خيري الباحث في الشؤون الإيرانية إن إيران تسعى بكل الطرق لإعادة علاقاتها مع مصر من سنوات مضت، وكانت مصر تلقت رسائل من إيران بشأن تلك الرغبة في استعادة العلاقات وبدأت تحاول تصفية الملفات العالقة.
وأضاف “خيري” في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن إيران تعلم جيدا ثقل الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية فضلا عن أن هناك ملفات تتفق فيها الرؤية الإيرانية مع الرؤية المصرية وأبرزها القضية الفلسطينية، ورغبة واشنطن في تسييد إسرائيل على دول المنطقة، وهو ما تسعى مصر لمواجهته.
وتابع أن مصر أعلنت عن استيائها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وهو ما تسبب في خسائر كبيرة في إيرادات قناة السويس منذ ما بعد السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، وبالتالي بدأت مصر في التنسيق مع إيران حيال تلك القضية، وهو ما جعل إيران تتعاطى إيجابيًا مع رسائل القاهرة وبدأت ترى في أن التنسيق مع القاهرة قد يزيد من حجم الدور الإقليمي لإيران بشكل مناسب ومتوازن بدلا من أسلوب تبني الميليشيات في الدول العربية.
وأشار خيري إلى أن تدهور العلاقات بين مصر وإيران ليس له علاقة بالخلاف العقائدي بين السنة والشيعة، وأن إيران هي من بادرت بقطع العلاقات مع مصر بعد توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩، تلبية لرغبة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، علاوة على أن العلاقات قبل ذلك كانت علاقة مصاهرة حين تزوج شاه إيران محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وبالتالي فإنه وجب التأكيد على أن ما يجمع الطرفين أكثر مما يفرقهما بشرط أن تلتزم إيران بضوابط ومحددات الأمن القومي المصري والالتزام بمبادئ حسن الجوار والا تحاول الهيمنة على دول الإقليم مرة أخري عبر ميليشيات.
كانت السلطات الإيرانية أعلنت خلال الساعات الماضية، تغيير اسم أحد أكبر الشوارع بطهران من اسم خالد الإسلامبولي - وهو العقل المدبر لعملية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات- كبادرة لترفيع العلاقات مع القاهرة، فيما رحبت مصر بمسار التفاوض الذي تسعى فيه طهران مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي، مؤكدة على عدم وجود حلول عسكرية لأي قضية في الشرق الأوسط.