احتجاجًا على أغنية غير لائقة.. عالم أزهري يخلع عمامته على الهواء

خلع الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر الشريف، عمامته على الهواء مباشرة خلال ظهوره في برنامج "علامة استفهام" الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، وذلك احتجاجًا على ما وصفه بـ"الانحدار الأخلاقي" في بعض الأعمال الفنية والأغاني المنتشرة في الوقت الحالي.
وأعرب العالم الأزهري عن استيائه الشديد من مستوى المحتوى الفني الذي يتم تقديمه مؤخرًا، مؤكدًا أن بعض الأعمال الدرامية والأغاني تروج للسلوك الإجرامي والانحراف الأخلاقي، وهو ما يدفع الشباب الصغير إلى تقليد هذه التصرفات، مما يهدد بنية المجتمع المصري وقيمه الراسخة.
وخلال الحوار، شدد الدكتور حمودة على أهمية الفن الحقيقي الذي يعكس أخلاق المجتمع، موضحًا أنه لا يرفض الفن في حد ذاته، بل يستمتع ببعض الأغاني القديمة التي تحمل رسائل نبيلة، مثل أغنية "الديك بيدن كوكو كوكو في الفجرية" وأغنية "يلا بنا على باب الله يا صنايعية"، والتي وصفها بأنها تعبر عن التراث والقيم الأصيلة.
ولكن في المقابل، انتقد بشدة ما وصفه بـ"فن الكباريهات والخمارات"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الفن يدمر المنازل المصرية ويهدم الأخلاق، متسائلًا عن الهدف من ترويج مثل هذه الأغاني ذات الكلمات الخارجة.
وفي لحظة غير متوقعة، خلع الدكتور محمد حمودة عمامته على الهواء في أثناء قراءة كلمات لإحدى الأغاني غير اللائقة، وقال: "احترامًا لعمامة الأزهر خلعت بسبب الكلمات الخارجة التي لا تليق بجلال العمامة".
وأكد أن مكانة عمامة الأزهر الشريف تفرض على من يرتديها أن يصمت أمام الابتذال الفني، مضيفًا أن العلماء لهم دور في مواجهة هذا الانحدار الأخلاقي وحماية الأجيال القادمة من التأثر به.
وقد لاقى هذا الموقف تفاعلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل، حيث اعتبره البعض تعبيرًا صادقًا عن الغضب من تدني المستوى الفني، بينما رأى آخرون أنه دعوة لمراجعة المحتوى الذي يتم تقديمه إعلاميًا وفنيًا، خاصة في ظل التأثير الكبير الذي تتركه هذه الأعمال على الشباب والمجتمع.
ويُعد هذا الموقف رسالة قوية من أحد رموز الأزهر الشريف، تدعو إلى ضرورة استعادة القيم الأخلاقية في الفن والإعلام، وتكثيف الجهود لرفع وعي الشباب وتمكين الفن الهادف من العودة إلى الساحة بقوة.