باحثة شؤون إيرانية: طهران تسعى للحصول على دعم مصر بالملف النووي|خاص

قالت الدكتورة شيماء المرسي مدير وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين القاهرة وطهران، تعزز من احتمالية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد عقود من القطيعة، خصوصًا وأن هناك رغبة ضمنية لدى الطرفين في فتح قنوات تواصل سياسي وثقافي، وربما اقتصادي، بشرط الحفاظ على توازنات المنطقة وعدم الإخلال بالتحالفات القائمة.
وأضافت “المرسي” خلال تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن مصر قد تطلب من إيران الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتخلي عن الخطاب العدائي، خاصة تجاه دول الخليج، الحليف الاستراتيجي للقاهرة، لعلها قد وجدت فعلًا مؤشرات مشجعة في الانفتاح الإيراني الأخير على السعودية والإمارات والكويت، وهذا قد شكل أرضية صلبة لبناء الثقة.
وتابعت: في المقابل، إيران قد تسعى للحصول على دعم سياسي مصري – ولو ضمني – في ملف تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وربما تطلب تفعيل العلاقات الثقافية والإعلامية بين البلدين، واستعادة بعضًا من العمق التاريخي للعلاقات المصرية الإيرانية، ورغم وجود أبعاد اقتصادية واضحة، خصوصًا في ظل أزمة إيران الاقتصادية والعقوبات الأمريكية الخانقة، إلا أن الدافع السياسي يبدو أكثر حضورًا في هذه المرحلة.
وقالت إن تراجع نفوذ إيران في بؤر نفوذها التقليدية مثل لبنان وسوريا واليمن وغزة، بالتوازي مع تزايد الضغوط الغربية، يجعلها أكثر انفتاحًا على مسارات جديدة تخفف من عزلتها وتعيد لها مكانة فاعلة في التفاعلات الإقليمية.
فشل المفاوضات احتمالًا واردا
وتابعت: من جهة أخرى، العامل الاقتصادي لا يمكن تجاهله، فتعطل الملاحة في البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين أثر على قناة السويس، وهذا يجعل التنسيق بين القاهرة وطهران ضروريًا لضمان الاستقرار الملاحي في المنطقة، وإيران، بوصفها ذات نفوذ مباشر على الحوثيين، تملك ورقة ضغط قادرة على تحريك المياه الراكدة في الملف اليمني، وهذا يمنحها دورًا في تهدئة البحر الأحمر مقابل حوار إيجابي مع مصر.
وأضافت: بات فشل المفاوضات الأمريكية الإيرانية احتمالًا واردًا، في ظل تصلب مواقف الطرفين. واشنطن تطالب بتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما يقرب من 3%، بحجة أن إيران لا تحتاج ما فوق ذلك للأغراض السلمية، بينما ترى طهران أن التخصيب حق سيادي غير قابل للتفاوض.