خبير شؤون أمريكية: ترامب يستثمر أزمة الأمن والهجرة لتعزيز تأثيره السياسي

رأى الخبير في الشؤون الأمريكية مصطفى الشيخ أن الرئيس دونالد ترامب يستثمر الأزمة الأمنية والإعلامية الحالية لخدمة مصالحه الانتخابية.
وأوضح الشيخ، في مداخلة هاتفية مع قناة «النيل للأخبار» يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، أن مواقف ترامب ليست طارئة أو منفصلة عن وعوده السابقة أمام قاعدته الشعبية، بل تأتي في سياق خطته المستمرة لتصعيد الخطاب ضد الهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أن ترامب يعاني ضغوطًا داخلية نتيجة انخفاض نسبة تأييده مقارنةً بفترتي حكم باراك أوباما وجو بايدن، ما يدفعه إلى تبني مواقف أقسى تجاه ملف المهاجرين.
ويهدف ترامب من خلال تصريحاته إلى ترحيل ما بين 11 إلى 12 مليون مهاجر غير قانوني، وطرح خطط لترحيل مئات منهم يوميًا، مكررًا بذلك وعوده الانتخابية السابقة.
وأوضح الخبير أن خلفية ترامب الإعلامية تمنحه قدرة على افتعال أزمات وتحويلها إلى دعاية مجانية، مما أحرج حتى حاكم كاليفورنيا وخلق زخمًا إعلاميًا يخدم موقعه السياسي مجددًا. وتابع الشيخ أن هذه الاستراتيجية تعكس رغبة ترامب في إثبات جدارته وقوته أمام قواعده الشعبية التي تنتظر مواقف حازمة ضد الهجرة.
يأتي هذا التحليل تزامنًا مع استمرار النقاشات الساخنة في الولايات المتحدة حول تشريع قوانين أكثر صرامة تجاه المهاجرين، وتصاعد حملات القمع والاعتقالات عند الحدود.
ويشير مراقبون إلى أن الخطاب الشعبوي المعتمد على “التخويف من الآخر” أسلوب دائم في معترك الانتخابات الأمريكية، استخدمه ترامب بنجاح في 2016 و2020، ويسعى لإعادته بقوة في 2025.
استراتيجية “العرض الدعائي”: خلق أزمات وهمية لتصديرها إعلاميًا.
ويبقى سؤال قدرة ترامب على تحقيق هذه الخطط واقعيًا محل جدل واسع، خصوصًا في ظل العقبات القانونية والحقوقية التي تحيط بملف الهجرة في الولايات المتحدة.
ومع اقتراب الاستعدادات للانتخابات المقبلة، ستتضح أكثر معالم تأثير خطاب الهجرة على الرأي العام وعلى فرص ترامب في العودة إلى البيت الأبيض.