بحنكة إنسانية.. مصر تقود دبلوماسية وقف الحرب على غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تصدرت مصر المشهد كقوة دبلوماسية محورية في جهود وقف إطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين.
واعتمدت القاهرة على تاريخها الطويل في دعم القضية الفلسطينية وعلاقاتها الإقليمية والدولية العميقة، لتستضيف جولات تفاوضية مع ممثلي حركة حماس والولايات المتحدة وقطر والمسؤولين الإسرائيليين.
وفي فبراير ومارس 2024، احتضنت العاصمة المصرية اجتماعات رفيعة المستوى شارك فيها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، لبحث مسارات التهدئة وتبادل الأسرى.
وأسفرت هذه المحادثات عن مقترحات أولية ركزت على وقف الاستعدادات لعملية عسكرية في مدينة رفح وتبادل الرهائن على مراحل.
وقدّمت مصر في أبريل 2024 مبادرة من ثلاث مراحل لوقف التصعيد، تضمنت: وقف الأعمال العدائية في رفح، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مدى عشرة أسابيع مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، ووقف شامل لإطلاق النار لمدة عام كأساس لاستئناف المحادثات السياسية بشأن إقامة الدولة الفلسطينية.
وعيّن الجانب المصري ملف المساعدات الإنسانية على رأس أجندته، فحافظ معبر رفح على فتحه المستمر منذ بداية العدوان لتأمين دخول الإمدادات الغذائية والطبية والوقائية.
وتنسيق القاهرة مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، مكن من إيصال الدعم العاجل لأكثر من مئات آلاف المدنيين المحاصرين في القطاع.
وفي مايو 2024، تابع المفاوضون المصريون وسطاءهم من قطر والولايات المتحدة جهود تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، عبر جولة جديدة جرت في القاهرة انتهت بتعزيز خطوط الاتصال ووضع آليات للتهدئة.
ولم تقتصر الإنجازات على تلافيف الدبلوماسية وحدها، فقد أثمرت جهود القاهرة عن التوصل إلى هدنة إنسانية أولى في نوفمبر 2023، شملت إطلاق سراح 50 رهينة إسرائيليًا مقابل الإفراج عن 150 سجينًا فلسطينيًا، إضافة إلى استمرار تدفق المساعدات.
وتستمر مساعي مصر الحثيثة للحفاظ على وقف إطلاق النار وترسيخ الاستقرار الإقليمي، من خلال مواصلة الحوار مع جميع الأطراف وتقديم مبادرات جديدة تؤكد التزام القاهرة بدعم السلام وحقوق الشعب الفلسطيني.
وتظل الدبلوماسية المصرية الممسكة بخيوط التفاوض والخبرة الإنسانية الضامنة لسلام دائم في قطاع غزة.