إخلاء سبيل عريس متلازمة داون وتسليم العروس لأسرتها

أمرت جهات التحقيق في مدينة الصالحية بمحافظة الشرقية بإخلاء سبيل الشاب المصاب بمتلازمة داون، المعروف إعلاميًا بلقب "عريس الشرقية"، وذلك بعد التحقيق في واقعة زواجه من فتاة قاصر.
إخلاء سبيل "عريس الشرقية" وتسليم العروس لأسرتها
وقررت النيابة تسليم الفتاة، التي أُطلق عليها لقب "العروس الباكية"، إلى أسرتها، مع أخذ التعهدات اللازمة بعدم تزويجها قبل بلوغها السن القانوني للزواج وفقًا لما نص عليه القانون المصري.
وفي وقت سابق، كشفت التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة في محافظة الشرقية عن تفاصيل جديدة في واقعة زواج شاب من ذوي الهمم مصاب بمتلازمة داون.
وأكد والد العريس خلال التحقيقات أن الزواج تم بطريقة شرعية، وبموافقة صريحة من العروس، مشيرًا إلى أنه جلس معها بنفسه وسألها بشكل مباشر عن رأيها، فأكدت رغبتها الكاملة في الزواج، وكانت على علم تام بظروف العريس الصحية.
وأوضح والد الشاب أن ابنه جاء إليه في وقت متأخر من الليل، وقال له: "يابا اخطبلي"، مشيرًا إلى أنه شعر بالدهشة في البداية، لكنه لمس في ابنه إصرارًا حقيقيًا على الزواج، فقرر تلبية رغبته وبدأ رحلة البحث عن عروس مناسبة له.
وأضاف أن الفتاة التي تزوجها ابنه كانت قد رأته من قبل في مكان عمل شقيقته، وأبدت رغبة في الزواج منه، مؤكدًا أن أسرتها كانت على علم بكل التفاصيل، وهناك شهود على موافقتها وعلى معرفتها بحالة العريس.
وشدد والد العريس على أن كل خطوات الزواج تمت في النور، وبموافقة أهل العروس، قائلًا: "مفيش حاجة غلط.. كل حاجة تمت برضا الناس وبهدف نفرّح ابني اللي كان بيحلم يعيش زي غيره".
وروى الأب موقفًا مؤثرًا حين قال: "والله ما كان بينام غير في حضني، ودلوقتي سابني.. بس أنا فخور إنه حقق حلمه"، موضحًا أن ابنه كان يحلم منذ فترة طويلة بيوم زفافه، وتمسك بحقه في عيش التجربة.
وعن الصور التي بدت فيها العروس بملامح حزينة، أوضح والد العريس أنها لم تكن حزينة من الزواج، وإنما كانت متضايقة لأنها لم تذهب إلى الاستوديو لتصوير الفرح، وقالت له: "كنت عايزة أتصور علشان لو ربنا كرمني بولد أوري له صور الفرح".
وأشار إلى أن فرحة ابنه بالزفاف لا توصف، وأنه عاش أجمل لحظات حياته في هذا اليوم، مضيفًا أن ما حدث هو رغبة إنسانية طبيعية لشاب له أحلامه ومشاعره.
وأكد الأب أن التعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي أصابته بالحزن، قائلًا إن الناس لا تعرف الحقيقة، وإن بعض الكلمات الجارحة قد تترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على أبنائهم في المستقبل.
واختتم الأب حديثه برسالة للناس، قائلًا: "بنقول لأي حد عنده أولاد في ظروف مشابهة، اتقوا الله، لأن الكلام الجارح ممكن يؤذي أولادكم في يوم من الأيام، ومفيش أغلى من فرحة ابنك وهو بيعيش زي غيره".