بعد حرب إيران وإسرائيل.. أستاذ استثمار لـ«بلدنا اليوم»: توقعات بارتفاع التضخم

تزايدت المخاوف المتعلقة بمستقبل اقتصاد مصر في ظل المعركة الدائرة بين إسرائيل وإيران منذ الجمعة الماضية، وأصبح من الضروري فهم التأثيرات السلبية المتوقعة وكيفية استيعابها.
عوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة
ويقول الدكتور مصطفى بدرة، أستاذ التمويل والاستثمار، إن الحرب الجديدة التي أشعلتها إسرائيل في المنطقة تأتي في وقت دقيق يعاني العالم أجمع وليس مصر فقط ضعفًا في معدلات النمو، وسط توقعات بارتفاع التضخم خلال الفترة المقبلة من جرّاءِ عوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة.
ويضيف “بدرة” في تصريحات لـ«بلدنا االيوم»، أنه تكمن الأزمات الجيوسياسية في تعدد مناطق الصراع منذ سنوات: “الحرب مشتعلة بين أوكرانيا وروسيا منذ ثلاث سنوات والملاحة في البحر الأحمر لا تزل مضطربة بسبب التهديدات الحوثية واستمرار التوتر الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط بما يعيق حركة السفن”.
وتابع: “تعريفات ترامب المفروضة زادت من اشتعال الأوضاع الاقتصادية، وجميع العوامل السابقة انعكست سلبيًا على أسعار الطاقة والشحن، وبالتالي أسعار السلع والمحاصيل الزراعية عالميًا ومحليًا، ومن المؤكد أن تمدد الصراع واستمراره من شأنه زيادة الآثار السلبية على الاقتصاد المصري”.
اقتصاد مصر.. حرب إيران وإسرائيل
وعن تأثير حرب إيران وإسرائيل على اقتصاد مصر، يقول: “الحكومة اضطرت لاتخاذ مجموعة من القرارات الاستثنائية للتعامل مع الوضع في مقدمتها تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير للربع الأخير من العام الجاري، بعدما كان من المقرر افتتاحه يوم الثالث من يوليو المقبل”.
ويستطرد: “امتد التأثير لكميات الغاز التي تراجعت بعد تعليق الجانب الإسرائيلي توريد الغاز الطبيعي لمصر بسبب إغلاق حق ليفياثان، بالإضافة إلى ضرب حقول الغاز ومصافي النفط سيزيد من اشتعال أسعار الطاقة، ولذلك بدأت الحكومة في تشكيل لجنة للأزمات مهمتها تقييم الاحتياطات ومراقبة الأسعار واتخاذ الإجراءات الاحترازية المتعلقة بتوفير استهلاك الطاقة”.
استمرار الحرب يرفع التضخم
ويؤكد “بدرة” أن استمرار الحرب لوقت أطول يزيد من معدلات التضخم بلا شك بما يؤثر على اقتصاد مصر، وربما تلجأ الحكومة للعودة لسياسات رفع الفائدة مرة أخرى لاحتواء التضخم، إلا أن ذلك من السهل استيعابه إذا انتهت المعارك الدائرة في وقت قريب وبالتالي يستطيع اقتصاد البلاد امتصاص الصدمات.
ويقترح في نهاية حديثه أن تسعى الحكومة لإعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتأجيل بعض الإجراءات المتفق عليها من رفع للدعم عن أسعار الطاقة وتحويل الدعم إلى عيني لا سيما إذا استمر تدهور الأوضاع الجيوسياسية العالمي.