إسرائيل تقتل 12 فلسطينيا في غزة وتواصل حصارها الشامل للضفة الغربية

قتلت النيران والغارات الجوية الإسرائيلية 12 فلسطينيا على الأقل في أنحاء قطاع غزة، وفقا لمسؤولين محليين في مجال الصحة، في حين واصلت قوات الاحتلال فرض قيود شاملة في جميع أنحاء الضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي.
شهد خمسة فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية قرب مواقع المساعدات المدعومة إسرائيليا وأميركيا وسط وجنوب قطاع غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأدت هذه الاعتداءات المتكررة إلى مقتل العشرات وإصابة عدد أكبر بكثير، ما أثار إدانة شديدة من المنظمات الدولية.
وفي يوم الأحد، قتلت غارة جوية إسرائيلية أخرى سبعة أشخاص في بلدة بيت لاهيا، بحسب ما قاله مسعفون.
منذ أن بدأت إسرائيل الحرب، قتلت ما لا يقل عن 55297 فلسطينياً وأصابت أكثر من 128426 آخرين.
وقد دفعت الهجمات المستمرة، إلى جانب الحصار الشامل على المساعدات الإنسانية، القطاع بأكمله إلى المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
الكفاح من أجل وجبة واحدة يوميًا
وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر إن الوضع الإنساني في غزة "قاتم ومروع ويائس".
وحذر إلدر من أن العائلات الفلسطينية تكافح من أجل تأمين وجبة طعام يومية واحدة لأطفالها، في ظل دخول القنابل والصواريخ إلى القطاع المحاصر بكميات أكبر بكثير من الغذاء.
وقال إلدر في تصريح لوكالة الأناضول، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، خلال مهمة رسمية، إن الآمال التي أثارتها مناقشات وقف إطلاق النار لفترة وجيزة قد تبددت تقريبا.
قال: "شهدنا ارتفاعًا مؤقتًا في المساعدات، وتحسنًا طفيفًا في إمدادات المياه والغذاء. لكن هذا التفاؤل سرعان ما تبدد في مواجهة الحصار الكارثي المفروض على الإغاثة الإنسانية".
وأشار إلى أن العائلات في غزة تتحمل ليالٍ لا هوادة فيها تحت الغارات الجوية، وتقضي أيامها هاربة من الجوع والانفجارات.
قال إلدر: "لقد تحطمت كل حدود قدرة التحمل البشرية المعروفة. الأمهات يبقين بلا طعام لأيام لمجرد توفير وجبة واحدة لأطفالهن".
عاشت عائلاتٌ كثيرة في خيامٍ لأكثر من ستة أشهرٍ تحت نيران الدبابات المتواصلة، وهي الآن مُجبرةٌ على النزوح مجددًا. وقال إلدر إن غزة تواجه هذا الواقع المُدمّر منذ أكثر من 600 يوم.
الضفة الغربية تحت الحصار
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال فرضت قيودا مشددة على حركة المواطنين عبر تعزيز الحواجز العسكرية، وإغلاق مداخل البلدات بالبوابات الحديدية والكتل الإسمنتية، وتصعيد إغلاق الحقول في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي الخليل وبلدة إذنا القريبة، حولت إسرائيل عددا من المنازل الفلسطينية إلى مواقع عسكرية في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
اعتقلت قوات الاحتلال 19 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من محافظة الخليل، فيما صعدت حملاتها على البلدات والقرى ومخيمات اللاجئين والأحياء السكنية.
وفي بلدة إذنا غرب الخليل، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدخل الرئيسي للبلدة بشكل كامل، وأغلقت الطرق البديلة، ونشرت قواتها بكثافة في الشوارع السكنية.
اقتحم الجنود المنازل والممتلكات التجارية وأجروا اعتقالات متعددة.
استولت قوات الاحتلال على منزل عائلة التكروري في حي الجامعة بالخليل، وحولته إلى ثكنة عسكرية. وأفادت وكالة "وفا" أن العائلة أخلت المنزل بالقوة، ومنعت الوصول إلى ممتلكاتها.
في أجزاء أخرى من إذنا، استولى الجيش الإسرائيلي على منازل أخرى. وأُبلغ السكان أن القوات ستبقى في الداخل لمدة يومين على الأقل، وستحتل المنازل رغماً عن أصحابها.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، 15 فلسطينيا آخرين في مداهمات بمدن نابلس وطولكرم وبيت لحم، ضمن حملة اعتقالات تصاعدت في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.