خبير سياسي يكشف لـ«بلدنا اليوم» أسباب ضعف الأحزاب المصرية

أوضح الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن الأسباب الجوهرية وراء حالة التشتت الحزبي ترجع إلى أن غالبية الأحزاب تُؤسَّس بشكل نخبوي، عائلي، أو وفق منطق “الشللية”، ما يؤدي إلى وجود عدد كبير من الأحزاب التي تتبنى نفس الأيديولوجيات والأفكار، حتى تكاد تتطابق، باستثناء عدد قليل من الأحزاب التي تهيمن على المشهد السياسي وتمتلك آليات عمل مختلفة.
وأضاف غباشي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الأزمة لا تكمن فقط في ضعف الأداء التنظيمي، بل تتجلى في ضعف الأداء الحزبي عموماً، بجانب غياب قنوات التواصل الفعّالة بين هذه الأحزاب والشارع، فالرأي العام يرى أن هذه الأحزاب مصطنعة، ويُدرك أن وراءها أهدافًا محددة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
وتابع غباشي أن الكتلة التأسيسية لتلك الأحزاب – خاصة الأحزاب الغائبة عن الساحة – تظل هي المسيطرة على الحزب طيلة فترة وجوده، دون أن تفسح المجال للديمقراطية الداخلية التي تتيح إنتاج كوادر جديدة على مدار الأجيال. ونتيجة لذلك، فقدت الأحزاب، بما في ذلك الكبرى منها، ثقة الشارع المصري.
وواصل: “نظرًا للطبيعة النخبوية أو العائلية لهذه الأحزاب، فإن تمويلها يعتمد بالأساس على الشخص المؤسس، الذي تؤثر شخصيته إيجابًا أو سلبًا على الحزب نفسه. وقد شهدنا حالات لأحزاب اختفت أو ضعفت بزوال القيادات التي أنشأتها”.
وأشار إلى أن هناك أحزابًا تظهر فقط مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ويمكن تقييم جديتها من خلال قدرتها على إنتاج كوادر حقيقية، وكسب ثقة الشارع، وإقامة جسور تواصل معه. وضرب مثالاً بحزب الجبهة الوطنية، متسائلًا عن ظروف نشأته، وتشكيلة شخصياته، ومدى كونه حزبًا منافسًا لحزب مستقبل وطن أو شريكًا له، في ظل غموض أدواته وأيديولوجيته، فلا هو معروف كحزب ليبرالي أو يساري أو يميني أو ديمقراطي.
ونوّه غباشي، بأن كوادر كثير من الأحزاب تفتقر إلى الفهم السياسي الحقيقي، الذي يمكنهم من تقديم بديل حقيقي للحكومة، أو امتلاك طموح الوصول إلى السلطة. وأردف أن نشاط غالبية الأحزاب يقتصر على فترات الانتخابات، ثم تختفي تمامًا بعد انتهائها، مضيفًا أنه رغم قرب موعد الانتخابات النيابية، إلا أننا لا نرى أي نشاط ملموس أو حضور إعلامي فعلي لتلك الأحزاب، ولا توجد قنوات تواصل حقيقية مع الشارع.
وختم بالتأكيد على أن الأحزاب – دائمًا وأبدًا – تستمد قوتها من قربها من السلطة، وإذا ابتعدت عنها، فإنها تفقد الكثير من نفوذها، في حين أن الوضع الطبيعي يفترض أن تكون الأحزاب مستقلة وتعبر بصدق عن مصالح الشعب.