بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص| حرارة الصيف تسرع نضج المانجو.. وقيادات السوق تتوقع وفرة في المعروض وتراجع بالأسعار

بلدنا اليوم

مع بداية موسم المانجو، تترقب الأسواق المصرية تحركات الأسعار في ظل تغيرات مناخية غير معتادة، وبشائر إنتاج مبكر قد يقلب معادلة العرض والطلب رأسًا على عقب، وفي الوقت الذي تشهد فيه محافظات وجه بحري والدلتا طفرة في الإنتاج، تسهم درجات الحرارة المرتفعة في تسريع نضج المحصول، مما ينبئ بانخفاض مرتقب في الأسعار خلال شهري يوليو وأغسطس، ذروة موسم المانجو في مصر.
ويبدو أن صيف 2025 سيكون "موسمًا ذهبياً لعشاق المانجو"، مع توافر المحصول بجودة عالية وكميات كبيرة، بحسب ما أكده عدد من قيادات القطاع الزراعي، من بينهم حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، وحاتم النجيب، نائب رئيس الشعبة العامة للخضروات والفاكهة بالغرف التجارية، واللذان قدما قراءة مبكرة لحالة السوق وتوقعات الأسعار.

حسين أبو صدام: توقعات بانخفاض الأسعار في ذروة الموسم

ويقول حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، بأن أسعار المانجو خلال الموسم الحالي من المتوقع أن تشهد انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، نتيجة عدة عوامل مناخية وزراعية ساعدت في زيادة المعروض في الأسواق المحلية.
وأضاف أبو صدام إن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة خلال الفترة الماضية ساهم في تسريع عملية نضج ثمار المانجو، وهو ما يؤدي إلى طرح كميات كبيرة منها في الأسواق في وقت مبكر نسبيًا، مما يزيد من حجم المعروض بشكل تدريجي ومتواصل خلال شهري يوليو وأغسطس، وهما ذروة موسم حصاد وتسويق المانجو في مصر.
وأضاف أن هذا النضج المبكر لم يصاحبه أي مشكلات زراعية تذكر، مشيرًا إلى أن المحصول هذا العام جاء خاليًا من الإصابات بالأمراض أو العوامل المناخية السلبية التي قد تؤثر على الإنتاج، مثل الرياح الشديدة أو الأمطار غير الموسمية، ما أسهم في تحقيق إنتاج وفير وجودة مرتفعة.
وحول حركة تصدير المانجو المصرية، أوضح نقيب الفلاحين أن الكميات المخصصة للتصدير تحدد سلفًا من خلال عقود يتم توقيعها قبل الموسم بفترة كافية، وهذه العقود غالبًا ما تتضمن كميات وأنواع محددة لا تشهد تغييرات كبيرة مع تقلبات السوق، وأشار إلى أن صادرات المانجو تركز عادة على أنواع معينة تطلب في الأسواق الخارجية، بينما يتوفر للسوق المحلي تنوع واسع من الأصناف ذات الجودة العالية، ما يعزز من قدرة الأسواق الداخلية على تلبية احتياجات المستهلكين دون التأثر بالتصدير.
وأكد أبو صدام أن مصر تعد من الدول الرائدة في إنتاج المانجو على مستوى المنطقة، حيث تتمتع بتنوع كبير في الأصناف المزروعة، فضلًا عن خبرة الفلاحين العالية في زراعة هذه الفاكهة، مما يجعل الإنتاج المحلي قادرًا على تغطية الاحتياجات الاستهلاكية والتصديرية في آنٍ واحد.
واختتم نقيب الفلاحين تصريحه بالتأكيد على أن وفرة الإنتاج وزيادة المعروض ستؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل نسبي، وهو ما يصب في مصلحة المستهلك المصري خلال أشهر الصيف، التي تشهد إقبالًا كبيرًا على شراء المانجو باعتبارها من الفواكه الصيفية المفضلة لدى قطاع واسع من المواطنين.

حاتم النجيب: الإنتاج متوازن بين الصعيد والدلتا والأسعار النهائية مرهونة بالمعروض الفعلي

ويقول حاتم النجيب، نائب رئيس الشعبة العامة للخضروات والفاكهة بالغرف التجارية، إن بداية موسم المانجو هذا العام يشهد تباينًا في حجم الإنتاج بين مختلف المحافظات، مؤكدًا أن أسعار المانجو ستتحدد بناءً على حجم المعروض في السوق خلال الأيام المقبلة.
وأوضح النجيب أن أسعار المانجو ترتبط بشكل مباشر بكميات العرض والطلب، وهي المعادلة التي تتحكم دائمًا في حركة الأسواق، مشيرًا إلى أن الحكم الدقيق على الأسعار لا يمكن إصداره في الوقت الحالي، وإنما سيكون أكثر وضوحًا بعد نزول كميات أكبر من المحصول إلى الأسواق.
وأشار نائب رئيس الشعبة إلى أن محصول المانجو في محافظات الصعيد حقق نجاحًا ملحوظًا هذا العام من حيث الجودة، إلا أن الكميات المنتجة هناك تعد أقل من المواسم السابقة، وفي المقابل، شهدت محافظات وجه بحري والدلتا، مثل الإسماعيلية والشرقية والبحيرة، وفرة كبيرة في الإنتاج داخل مزارع المانجو، ما أسهم في تحقيق نوع من التوازن في حجم المعروض الإجمالي بالأسواق.
وأكد النجيب أن توافر المانجو بكميات كبيرة من مناطق الإنتاج الرئيسية يسهم في استقرار السوق وتحقيق وفرة تلبي احتياجات المستهلكين، متوقعًا أن تكون الأيام القليلة المقبلة أكثر وضوحًا في تحديد اتجاهات الأسعار، مع استمرار تدفق المحصول إلى الأسواق المركزية ومحال التجزئة.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أهمية المتابعة المستمرة لحالة السوق من قبل الجهات المعنية، لضمان توافر الفاكهة الصيفية المفضلة للمصريين بأسعار مناسبة، ودعم المنتج المحلي في ظل المنافسة وتغيرات المناخ التي قد تؤثر على بعض مناطق الإنتاج.

تم نسخ الرابط