باحث سياسي: فلسطين البوصلة الاستراتيجية للصراع الإيراني الإسرائيلي
سلّط الباحث السياسي محمد حسين خليق الضوء على أهمية القضية الفلسطينية في صياغة الموقف الإيراني تجاه التوترات المتصاعدة مع إسرائيل.
وأوضح خليق أن طهران تعتبر فلسطين بمثابة "البوصلة الحقيقية" التي تحدد أولوياتها الاستراتيجية في المنطقة، بعيدًا عن التأثيرات الغربية والأمريكية.
وأشار الباحث إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على استراتيجيات دعائية لصياغة سردية مُضللة حول الأطراف الإقليمية، مستشهدًا بما وصفه بـ"صناعة احترافية في تسويق الأكاذيب" التي تهدف إلى تشويه صورة إيران وتقديم قادتها على أنهم "براغماتيون وفكاهيون" يحافظون على الهيمنة الأمريكية.
ويرى خليق أن هذه الحملات تُبرز تباينًا واضحًا بين منهج إيران الذي يقوم على الاعتماد على الموارد البشرية والثروات الذاتية، ومنهج الغرب الذي يستخدم التضليل الإعلامي لتحقيق أهدافه.
وأضاف خليق أن الصراع الحالي يتجاوز الخلافات التقليدية بين إيران والولايات المتحدة، لكونه بات "حربًا وجودية" تتعلق بقضية إسرائيل ونفوذها في المنطقة.
وأكد أن إيران تنطلق في مواقفها من القضية الفلسطينية انطلاقًا من رؤية دينية وأيديولوجية، معتبرًا أن تحرير فلسطين هو المفتاح لحل كثير من الأزمات الإقليمية والدولية.
وفيما يخص الملف النووي الإيراني، شدد الباحث على أن النقاش الدائر لا يقتصر على النظام الحاكم، بل يمتد إلى الشعب الإيراني برمتهم وحقهم في تطوير التكنولوجيا السلمية.
وأشار إلى وجود مراجعات فقهية داخلية تبحث في الجوانب الدينية لاستخدام السلاح النووي، معتبرًا أن هذه المراجعات تعكس عمق التفكير العلمي والفكري حول الحدود الأخلاقية للتسلح.
واختتم خليق حديثه بالتأكيد على أن ثبات إيران على مواقفها ومبادئها ينبع من وعي شعبي وعقائدي راسخ، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تعزز الوحدة الداخلية وتمنح إيران قوة إضافية في مواجهة الضغوط الخارجية.
وبذلك، تظل فلسطين المحور الذي لا غنى عنه لفهم الديناميات الإقليمية وتوقعات تطورات الصراع الإيراني الإسرائيلي في المستقبل.