ميرال الهريدي: استمرارية الأحزاب في وعي المواطن تتحقق بالفعل لا بالكلام (خاص)

قالت النائبة الدكتورة ميرال الهريدي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب وعضو حزب حماة الوطن، إن بقاء أي حزب في وعي المواطن لا يتحقق بالكلام فقط، وإنما بالممارسة الفعلية والتواصل الحقيقي مع الشارع.
وأوضحت “الهريدي” في تصريح خاص لـ”بلدنا اليوم” العوامل التي تسهم في ترسيخ الحزب في عقل المواطن، متمثلة في وضوح الرؤية والبرامج، مشيرة إلى أن المواطن يبحث عن أحزاب تُقدّم حلولًا واقعية لمشاكله، وتملك تصورًا واضحًا لمستقبل الدولة المصرية.
وتابعت أن الوجود الميداني والخدمات الاجتماعية أمر هام للغاية، وذلك لأن التفاعل المباشر مع المواطنين من خلال مبادرات حقيقية، مثل توفير خدمات طبية أو دعم تمويني، يخلق علاقة ثقة متبادلة.
وأضافت أيضًا أن الحضور الإعلامي المتزن أحد العوامل الهامة، حيث إن الانخراط في النقاش العام من خلال وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، بخطاب عقلاني يدعم الدولة ويطرح بدائل، هو مفتاح للبقاء في دائرة الاهتمام الجماهيري.
وحول الدور المتوقع للنظام الانتخابي المختلط (الدوائر + القوائم المغلقة) في إبراز دور الأحزاب أو تهميشها، وما إذا كان يُوفر فرصًا متساوية للأحزاب الصغيرة أو يخدم الأحزاب الكبرى فقط، أشارت عضو مجلس النواب إلى أن النظام الانتخابي المختلط (الدوائر + القوائم المغلقة) يُحقق قدرًا جيدًا من التوازن بين التمثيل الفردي والتمثيل الحزبي.
وأكدت أن القوائم المغلقة قد تُفضل الأحزاب الأكبر تنظيمًا وتمويلًا، لكنها في نفس الوقت تتيح فرصة للأحزاب الصغيرة للاندماج في تحالفات انتخابية قوية، وبالتالي الوصول إلى البرلمان.
وتابعت: “بمعنى آخر، النظام لا يهمش أحدًا، بل يفرض على الجميع التنسيق والعمل الجماعي. وإذا أحسنت الأحزاب الصغيرة تنظيم نفسها وبناء تحالفات استراتيجية، فإنها تستطيع الاستفادة من هذا النظام بدلًا من التضرر منه. العبرة ليست فقط بالنظام، بل بقدرة الحزب على التفاعل معه بذكاء سياسي.”
كما أكدت “الهريدي” أن المواطن المصري أصبح أكثر وعيًا بدور الأحزاب في بناء الدولة والمجتمع، ولذلك فإن على الأحزاب أن ترتقي إلى مستوى هذا الوعي.
وقدمت النائبة مجموعة من التوصيات العملية لتعزيز دور الأحزاب، أبرزها:
– ضرورة التواجد المستمر في الشارع، من خلال مكاتب تمثيلية وخدمات مجتمعية ومبادرات حقيقية.
– تأهيل الكوادر الحزبية وتدريبها على العمل الميداني والسياسي بشكل احترافي.
– بناء خطاب سياسي متزن يدعم الدولة ويطرح حلولًا واقعية للقضايا اليومية.
– الاستثمار في الإعلام الرقمي والتواصل مع الشباب بلغة العصر.
أما من حيث الدعم، فأكدت أنه لا مانع من وجود آليات تمويل قانونية وواضحة تُساعد الأحزاب على العمل، لكن بشرط أن يكون هناك مقابل فعلي في الشارع من حيث الأداء والخدمة والوجود الحقيقي، وليس مجرد دعم بلا جدوى.