بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

"ماقدرتش أعيشهم".. أم تقتل أطفالها الثلاثة في الشروق وتسلم نفسها للشرطة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تكشف جدران الفيلا الصغيرة في أحد أحياء مدينة الشروق الراقية عن الصراعات التي تدور داخلها، ولم يكن أحد ممن مرّ بجانب الباب المغلق يتخيل أن خلفه تسكن أم تكاد تنكسر من ثقل الأيام، تخوض معركة صامتة مع الفقر واليأس والعجز، فكانت تحاول حماية أبنائها الثلاثة من قسوة الحياة، وتبتسم في وجوههم رغم أن داخلها ينهار يومًا بعد يوم.

 

حكاية أم قتلت أطفالها الثلاثة في الشروق 

داخل الحي الراقي الشهير، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، لكن صدر الأم كان ممتلئًا بالعاصفة بسبب الضائقة المالية، فأغلقت النوافذ، وسحبت أطفالها الثلاثة إلى حضنها كما تفعل كل ليلة، لكنها هذه المرة لم تكن تبحث عن النوم، بل عن مخرج من هذه الأزمة المالية، حيث باتت لا تقوى على الاحتمال، ولم تعد تحتمل سؤال ابنها عن مصروف المدرسة، أو بكائهم بسبب عدم قدرتها على توفير طلباتهم.

 

شعور بالعجز 

حاولت الأم كثيرًا، ودقت أبواب الجميع، وتحملت ما لا يُحتمل، وعادت في كل مرة بيديها خاليتين، لا سند ولا معين، كل ما كانت تملكه هو ثلاث أرواح صغيرة تنظر إليها بثقة بريئة، لا تعلم أن العالم خارج باب المنزل أكثر قسوة من أن يحتمله قلب أم وحيدة.

 

قتل البراءة 

في تلك اللحظة التي انكسرت فيها، لم تبك أو صرخ، نظرت إلى وجوه أبنائها للمرة الأخيرة بعين أم أرهقها الخوف عليهم، لا منهم، فاحتضنتهم واحدًا تلو الآخر، وكأنها تمنحهم أمانًا أخيرًا قبل الرحيل، حيث فعلت ما لم يكن يجب أن تفعل، قتلتهم، لكنها في داخلها، كانت تظن أنها تنقذهم من الجوع، ومن القهر، ومن مستقبل لا تملك أن تمنحهم فيه شيئًا.

 

الأم تسلم نفسها للشرطة 

بعد الجريمة، جلست الأم إلى جوارهم في صمت، ولم تهرب، ولم تحاول أن تخفي شيئًا، مدت يدها إلى حقيبتها، وارتدت ملابسها، وأغلقت باب الشقة خلفها، ومضت تخطو ببطء نحو قسم الشرطة، وكأنها تمضي في جنازتها هي، لا جنازاتهم، فدخلت القسم، ووقفت أمام الضابط، وقالت بصوت مبحوح: "أنا قتلتهم.. ماقدرتش أعيشهم".

خلال لحظات تبدلت الأجواء داخل وحدة المباحث، تجمد الضابط في مكانه، لم يفهم أول الأمر، لكنها أعادت العبارة، وبكت، ولم تطلب رحمة، فقط أرادت أن يسمعها أحد لأول مرة.

 

انتقال إلى موقع الجريمة

عقب وصول الأجهزة الأمنية نحو مسرح الجريمة، وقف رجال التحقيق مذهولين، الأطفال الثلاثة مستلقون بهدوء، كأنهم نائمون في أحضان أمهم، لا يعلمون أنهم غادروا الدنيا برفق يد ظنت أن الموت أهون عليهم من قسوة الحياة.

 

أقوال الجيران 

بعد وقت قصير، استمع رجال المباحث إلي الجيران الذين لم يصدقوا ما حدث، قالوا إنها كانت طيبة، ولم يظهر عليها الجنون، فلم تكن عنيفة، وكانت تطرق الأبواب، تسعى خلف قسط مدرسة أو ثمن دواء، وبكت في صمت وأخفت ضعفها خلف ابتسامة أطفالها.

 

قرارات النيابة 

بالعرض علي النيابة العامة أمرت بحبس الأم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بعرضها على الطب النفسي، لمعرفة إن كانت بكامل وعيها وقت الجريمة.

تم نسخ الرابط