في ذكرى ميلاده.. حكاية حلاوة العنتبلي الذي عشق أرمنية ومات حزنًا عليها

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير صلاح نظمي أو كما عرفه الجمهور بـ"حلاوة العنتبلي" يُعد واحدًا من أبرز نجوم الزمن الجميل في السينما المصرية، امتدت مسيرته لعقود طويلة، وشارك في مئات الأفلام التي تنوعت بين أدوار الشر، والرجل الصارم، حتى الكوميديا الخفيفة، وبالرغم من شهرته كممثل بارع في تجسيد الشخصيات القاسية، كان في الواقع إنسانًا طيب القلب، واجه الكثير من الشائعات والمواقف الصعبة، لكنه ظل متمسكًا بالفن حتى آخر أيامه.
حياته
ولد صلاح نظمي يوم 24 يونيو عام 1918 في حي محرم بك بمحافظة الإسكندرية تخرج من كلية الفنون التطبيقية وعمل في بداية حياته موظفًا في إحدى الوزارات، قبل أن يتجه إلى مجال التمثيل في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث بدأت مسيرته من خلال المسرح ثم انطلق إلى السينما.
امتلك صلاح نظمي ملامح وجه حادة وصوتًا قويًا ساعداه على تأدية أدوار الشر بتميز لافت، وشارك في عدد ضخم من الأفلام تجاوز 250 فيلمًا، من أبرزها: "الفتوة"، "الناصر صلاح الدين"، "رصيف نمرة ٥"، "صراع في النيل".

صلاح نظمي عشق أرمينية ومات حزنًا عليها
بدأت قصة الحب حين كان صلاح نظمي في بداية مشواره الفني، وتعرّف على أرمينيا، وهي فتاة أرمنية مثقفة، والتي أسرته برقتها وثقافتها وهدوئها، تحدّى الثنائي العادات والتقاليد، خاصة أن الاختلاف الديني والقومي كان في تلك الفترة عقبة كبيرة أمام أي علاقة، لكن صلاح تمسك بحبه، وأصرّ على الزواج منها، ونجح بالفعل في ذلك، لتبدأ قصة زواج استمرت أكثر من 30 عامًا.
كانت أرمينيا سندًا لصلاح نظمي في حياته، وكانت بعيدة تمامًا عن الأضواء والإعلام، بالرغْم من أن الكثيرين في الوسط الفني كانوا يعرفونها جيدًا، ويقدرونها.
لم يرزق الزوجان بأطفال، لكن علاقتهما ظلت قوية وعميقة، قائمة على المودة والاحترام والدعم المتبادل.
وبعد وفاة زوجته الأرمينية، تغيّر صلاح نظمي كثيرًا، وأصابه الحزن العميق، وفضّل العزلة، وقلّت مشاركاته الفنية، حتى أنه لم يتزوج بعدها، وظل وفيًا لذكراها حتى وافته المنية عام 1991.

حقيقة خلافه مع عبدالحليم حافظ
من أشهر المواقف التي طاردت الفنان صلاح نظمي طوال حياته، شائعة شهيرة عن خلافه مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والتي انتشرت في الوسط الفني في منتصف الستينيات، وكادت تسيء إلى سمعة نظمي الفنية والإنسانية.
بدأت القصة عندما نُشرت تصريحات في إحدى الصحف نُسبت إلى عبد الحليم حافظ، قال فيها إن "صلاح نظمي أثقل ممثل على الشاشة" وهو تعليق فُهم منه أن عبد الحليم لا يطيق العمل مع صلاح نظمي، أو أنه لا يحب أداءه الفني، ما تسبب في حالة من الغضب لدى نظمي، الذي كان فنانًا ملتزمًا ومحبوبًا بين زملائه، ولم يكن طرفًا في أي خلافات فنية تُذكر.
شعر صلاح نظمي بصدمة كبيرة بعد انتشار هذه التصريحات، خاصة وأنه لم يسبق أن أساء لعبد الحليم أو غيره. واعتبر أن هذا الوصف يُسيء إلى تاريخه الفني لكنه لم يدخل في مهاترات علنية، واختار الصمت في البداية، احترامًا للعلاقة الإنسانية التي كانت تجمعه بحليم.
بعد تصاعد الموقف، خرج عبد الحليم حافظ بنفسه في أحد اللقاءات الإذاعية لينفي تمامًا ما نُسب إليه، وأكد أنه لم يُدلِ بهذه التصريحات على الإطلاق، بل إنه يكنّ كل احترام وتقدير لصلاح نظمي، ويعتبره من الممثلين المميزين على الساحة.
ولم يكتفِ عبد الحليم بالنفي فقط، بل تعمد ترميم العلاقة بصورة علنية، بأن اختار صلاح نظمي ليشاركه التمثيل في فيلم "أبي فوق الشجرة" عام 1969، ليُغلق الباب نهائيًا أمام أي شائعات، وليثبت بنفسه أن الخلاف مجرد أكذوبة صحفية لا أساس لها من الصحة.
وفاته
توفي صلاح نظمي يوم 16 ديسمبر 1991، بعد معاناة مع المرض في سنواته الأخيرة، حيث قلّ ظهوره الفني وابتعد تدريجيًا عن الساحة، خاصة بعد أن فقد شريكة حياته، ودخل في حالة من العزلة والحزن.