طارق العوضي: 30 يونيو ليست نصرا مطلقا ولا خطيئة كاملة (خاص)

قال المحامي طارق العوضي، عضو لجنة العفو الرئاسي، إن ثورة 30 يونيو 2013 تمثل نقطة تحوّل محورية في التاريخ السياسي المصري الحديث، مشيرًا إلى أنها لا تزال تثير جدلًا واسعًا بين من يرونها تصحيحًا لمسار ثورة يناير، وبين من يعتبرونها انقلابًا على المسار الديمقراطي.

وأشار "العوضي"، لـ"بلدنا اليوم"، إلى أنه في أعقاب ثورة يناير  شهدت مصر اضطرابًا سياسيًا واقتصاديًا ومع انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر ارتفعت آمال البعض بينما تخوف آخرون من أخونة الدولة.

وتابع أن الممارسات التي تبنّتها جماعة الإخوان – من إعلان دستوري مثير للجدل، وتهميش القوى المدنية، وتصاعد الأزمات – مهّدت لحراك شعبي واسع، خرج فيه ملايين المصريين مطالبين برحيل النظام.

ولفت إلى أن ما تحقق في 30 يونيو تضمن تجسيدًا واضحًا للإرادة الشعبية، ومنعًا لانزلاق الدولة نحو الفوضى، وتصحيحًا للمسار السياسي والدستوري، بجانب مواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن هذه التحولات جاءت بثمن من التحديات، أبرزها ما شهدته البلاد من تراجع في الحريات، وملاحقات سياسية، ومخاوف بشأن تقلّص المجال العام.

وشدد العوضي، على أن ثورة يناير عبّرت عن رغبة جيل للحرية والعدالة، فيما عبّرت ثورة يونيو عن قلق مجتمع من ضياع الدولة، لافتًا إلى أن الصدام بين شرعية الصندوق وشرعية الشارع لم يُحل بتوافق وطني شامل، بل انتهى إلى هيمنة طرف على حساب آخر.

واختتم العوضي تصريحه بالتأكيد على أن ثورة 30 يونيو ليست نصرًا مطلقًا ولا خطيئة كاملة، بل فصل من مسار تحوّل طويل تعيشه مصر، يحتاج إلى مراجعة شجاعة، ومصارحة وطنية، ورؤية مستقبلية لا تُقصي أحدًا، ولا تُقدّس أحدًا، لتحقيق التوازن بين الحفاظ على الدولة وضمان الحقوق والحريات، حتى يعود حلم ثورة تجمع بين الحرية والعدالة والاستقرار.