خالد الجندي: النبي محمد عبر عن فطرة حب الوطن في الهجرة

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن حب الوطن غريزة وفطرة متجذرة في النفس الإنسانية، مستشهدًا بمواقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي عبّر فيها عن حبه لوطنه مكة خلال بداية البعثة الشريفة، وأيضًا أثناء الهجرة النبوية المباركة إلى المدينة المنورة.

وأوضح الجندي، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن مشاعر الصحابة الكرام تجاه وطنهم مكة كانت عميقة وصادقة، لافتًا إلى أن الانتقال من مكة إلى المدينة لم يكن أمرًا سهلًا أو هينًا على نفوسهم، بل كان قرارًا محفوفًا بالمشقة والآلام، نتيجة الارتباط الوثيق بالأرض التي وُلدوا وترعرعوا فيها.

وأضاف الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك صعوبة ترك الأوطان، ولذلك لم يأمر الصحابة بالهجرة بشكل مفاجئ، بل تدرج معهم في هذا القرار المصيري، حيث لمح لهم أولًا قبل أن يأمرهم صراحة بالهجرة إلى المدينة. وأشار إلى أن هذا التدرج في الانتقال يعكس الرحمة النبوية وحكمة القيادة في مراعاة مشاعر الصحابة وتيسير التغيير عليهم.

واستشهد الجندي ببيت الشعر القائل: "بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام"، ليؤكد أن الوطن يظل عزيزًا مهما كانت الظروف قاسية فيه، وهو ما شعر به النبي وصحابته حين تركوا مكة، فقد حملوا معها مشاعر الحنين والوفاء.

وشدد الجندي على أن حب الوطن لم يكن شعورًا فرديًا لدى النبي فقط، بل كان قيمة متأصلة في الدين، عبّر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بوضوح، وجعلها من محبوباته، مؤكدًا أن الوطن لا يُستبدل، وأن مشاعر الانتماء للأرض هي من دلائل الإيمان.

وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يُخفي محبته لمكة، وقد تألم لفراقها، كما تألم الصحابة لذلك، لأن الإنسان بطبعه مخلوق على محبة المكان الذي نشأ فيه، وهذه فطرة لا تتغير".

واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالتنويه إلى أهمية ترسيخ حب الوطن في نفوس الأجيال، مبينًا أن الانتماء الحقيقي يبدأ من القلب، ويترجم إلى سلوك في الحفاظ على الوطن والعمل على رفعته، كما علمنا النبي وأصحابه الكرام.