سعر مرن.. أستاذ اقتصاديات الصحة يوضح إجراءات «هيئة الدواء» لمواجهة تقلبات الأسعار العالمية (خاص)

أسعار الأدوية.. أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن الحرب بين إيران وإسرائيل سيكون لها تأثير غير مباشر على أسعار الأدوية في مصر، موضحًا أن مصر تعتمد في استيراد المواد الخام الخاصة بالتصنيع الدوائي على الهند والصين، وهي دول تمر شحناتها عبر مضيق باب المندب وبالتالي فإن أي تهديد لحركة الملاحة في هذا الممر الحيوي سيؤدي إلى اضطراب في سلاسل الإمداد وارتفاع تكلفة الشحن، مما ينعكس على أسعار المواد الخام، ثم تكلفة التصنيع لاحقًا.

وأشار عنان، خلال حديثه مع "بلدنا اليوم"، إلى أن مصر تعتمد على نظام تسعير جبري للأدوية، وهو ما يعني أن أي زيادات في التكلفة لا تظهر على الفور، وإنما تنعكس تدريجيًا بعد فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، وهي المدة التي يبدأ فيها نفاد جزء كبير من المخزون الاستراتيجي، لتبدأ بعدها الشركات في التقدم بطلبات لتحريك الأسعار، وهي إجراءات قد تستغرق نحو 3 أشهر إضافية.

ولفت إلى أنه من بين الإجراءات الوقائية التي تتبعها هيئة الدواء حاليًا لمواجهة أي تغيّرات، هو تطبيق نظام "سعر الصرف المرن" لمواد الخام والمكونات التصنيعية، بالإضافة إلى توقيع عقود طويلة الأمد مع الموردين، مما يساهم في تقليل أثر تقلبات الأسعار العالمية على السوق المحلي.

وأوضح أن سعر صرف الدولار يلعب دورًا كبيرًا في تكلفة التصنيع، وأن هناك فرقًا بين سعر الصرف المستخدم في تسعير الأدوية "سعر صرف مرن"، والذي تحدده هيئة الدواء لتجنب التقلبات المفاجئة في الأسعار، وبين سعر الصرف الحر الذي يتم التعامل به الاستيراد في الأسواق العالمية.

وأضاف أنه رغم أننا لا نستورد الدواء أو مواده الخام من إيران أو إسرائيل، إلا أن تأثير الحرب سيأتي من اضطرابات خطوط الملاحة وارتفاع تكلفة الدولار، فكل أزمة عالمية كبرى تترك أثرها على مصر بعد فترة تتراوح بين 6 إلى 18 شهرًا".