إرضاءً لترامب.. الناتو يُقر أكبر خطة إنفاق عسكري دفاعي منذ تأسيسه

أقرت قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»  في لاهاي، اليوم الأربعاء، خطة لرفع الإنفاق الدفاعي لدول الحلف إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تم اعتماد رفع الإنفاق الدفاعي للحلف إلى 5 %, في خطوة وُصفت بأنها استجابة مباشرة لتصاعد التهديدات من روسيا والصين وإيران، وكذلك للضغوط المتكررة من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

وأكد الأمين العام للحلف «مارك روته» خلال كلمته أن هناك إجماع تام داخل الناتو على التزام الولايات المتحدة الكامل بدعم الحلف وبالمادة 5 التي تنص على الدفاع المشترك، مشددا على ضرورة رفع الدول الأوروبية وكندا إنفاقها العسكري لتحقيق التوازن مع واشنطن، قائلا: “هذا ليس فقط ضروريا للدفاع ضد الروس وغيرهم، بل أيضا ليكون الأمر منصفا، فالولايات المتحدة تتحمل عبئا أكبر منذ سنوات”.

زيادة إنتاج الذخائر والأسلحة

وأوضح روته أن تعزيز الإنفاق الدفاعي يُعد أمرا لابد منه في ظل التوسع العسكري الصيني ودعم الصين وكوريا الشمالية وإيران للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما أعلن عن وضع خطة جديدة لتوسيع القاعدة الصناعية العسكرية للناتو، وزيادة إنتاج الذخائر والأسلحة خلال السنوات المقبلة.

من جانبه أعلن المستشار الألماني «فريدريش ميرتز» عن تخصيص الحلف لـ 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لدول الحلف للإنفاق الدفاعي المباشر، إضافة إلى 1.5% للبنية التحتية العسكرية، مؤكدا أن هذه التحركات تأتي من قناعة أوروبية متزايدة بضرورة تقوية القدرات الدفاعية تحت مظلة الناتو.

“لا خيار للانسحاب”

وشدد رئيس الوزراء البلجيكي «بارت دي ويفر» على أنه لا خيار للانسحاب من تنفيذ خطط زيادة الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو, فيما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن قمة الناتو ركزت على إرضاء ترامب ومنحه شعورا بالنصر.

فيما قلل رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان»،من أهمية التهديدات الأمنية، معتبرا أن “الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا هو تراجع قدرتها التنافسية اقتصاديا”، وليس التحديات الأمنية, وعلّق أوربان على استبعاد الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» من الجلسة الرسمية للقمة، قائلا: “أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، ومهمتي الحفاظ على الوضع القائم”.

ودعا ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع روته قبل إنعقاد القمة, إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي، مؤكدا أن هذا الهدف “سيتم تحقيقه قريبا”، وشدد على ضرورة أن تتحمل الدول الأوروبية “نصيبا أكبر من الأعباء الدفاعية لمواجهة التحديات المشتركة”.