نتنياهو يؤكد تعطيل فردو وإيران تتراجع سنوات
نتنياهو: الضربة الأمريكية على فوردو أحبطت القدرات النووية الإيرانية

ذكرت مصادر رسمية أن الهجوم الأمريكي الذي استهدف موقع فوردو النووي الإيراني جنوب طهران، جعله غير صالح للاستخدام، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأشار البيان إلى أن الضربات المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على عدة مواقع نووية إيرانية أعادت طهران “سنوات إلى الوراء”، وجمدت قدرتها على تطوير سلاح نووي.
وأوضح مكتب نتنياهو في البيان الذي بثته قناة "القاهرة الإخبارية" صباح الأربعاء 25 يونيو 2025، أن الغارات أدّت إلى تدمير البنى التحتية الأساسية في موقع فردو الخاضع لأشرف الإشراف المدني والعسكري معًا، ما يعيق نموذج العمل الذي كان يعتمد على صوامع تحت الأرض للحماية من أي هجوم محتمل.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذه العمليات المشتركة تأتي في إطار استراتيجية متكاملة للحد من التهديد النووي الإيراني.
شلّ قدرات تخصيب اليورانيوم
ومن جانبها، لم تصدر طهران ردًا رسميًا مباشرًا حتى الآن، لكن وسائل إعلام محلية محسوبة على الحرس الثوري قدّرت حجم الخسائر بأن “الهجوم أسفر عن شلّ قدرات تخصيب اليورانيوم”، في حين انقطع البث عن عدد من المختبرات المتخصصة في عمليات الفحص والتحليل الإشعاعي.
وفي تحليلات أولية لخبراء دوليين، فإن تعطيل موقع فوردو يعني تأخير البرنامج النووي الإيراني نحو 3 إلى 5 سنوات، ما يمنح المجتمع الدولي هامشًا أكبر من الوقت للضغط دبلوماسيًا وقانونيًا على طهران.
وافتتح موقع فردو في عام 2007 بوصفه منشأة لتخصيب اليورانيوم مستخدمة تقنية الطرد المركزي المتقدمة، وحظي بحماية قوية عبر أنفاق تحت الأرض لمنع استهدافه من الجو.
ورغم الضغوط الاقتصادية والعقوبات الدولية، استمر البرنامج النووي الإيراني في النمو تدريجياً حتى أواخر 2024، ما دفع واشنطن وتل أبيب إلى التعاون الأمني والاستخباري للقيام بعمليات نوعية مباشرة.
الأبعاد الإقليمية والدولية
تأتي هذه الضربات في ظل تصاعد التوتر بين إيران من جهة، وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة من جهة أخرى، لاسيما بعد سلسلة استهدافات لسفن نفط في الخليج ومنافذ بحرية استراتيجية.
وقد أعلنت واشنطن أنها ستكشف قريباً عن مزيد من الأدلة الاستخباراتية التي تثبت تجاوز إيران للالتزامات النووية، في محاولة لتعبئة الرأي العام العالمي والأطراف المعنية نحو فرض عقوبات أشدّ وإعادة الملف النووي إلى مجلس الأمن.
تداعيات محتملة
تأجيل تطوير السلاح النووي: يقدّر خبراء أن تعطيل فردو سيكلف البرنامج الإيراني سنوات من العمل الإضافي لتجديد الصوامع وموارد التخصيب.
ارتفاع حدة التوتر: قد تدفع إيران إلى اتخاذ إجراءات انتقامية على الأرجح، سواء عبر وكلائها في المنطقة أو عبر هجمات سيبرانية.
ردود أفعال دولية: من المنتظر أن تصدر بيانات داعمة للتكتل الغربي وقرارات جديدة تتعلق بالعقوبات، بينما قد تدين بعض الدول الإقليمية الاستهداف باعتباره انتهاكاً للسيادة.
وتُعد عملية فردو استئنافاً للضغوط العسكرية المفتوحة على البرنامج الإيراني بعد فترة من التركيز الدبلوماسي، وهي مؤشر واضح على اعتماد واشنطن وتل أبيب استراتيجية “الضرب قبل التهديد” لمنع طهران من تحقيق رادع نووي.