بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

المرأة المصرية في ثورة 30 يونيو.. قيادة في الميادين وصناعة للقرار (خاص)

صورة أرشيفية- ثورة
صورة أرشيفية- ثورة 30 يونيو

يحتفل الشعب المصري بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي انطلقت من إرادة شعبية خالصة، اجتمعت فيها مختلف التيارات السياسية على قلب رجل واحد، وارتفعت الأصوات في وجه جماعة الإخوان الإرهابية؛ رفضًا للظلم والفساد ومحاولة طمس هوية الدولة.

 

امتلأت الميادين بالملايين، وكانت المرأة في طليعة الصفوف، لا كمشاركة فحسب، بل كقائدة تهتف وتوجه وتدافع عن الوطن، فقد أثبتت المرأة المصرية عبر العصور أنها شريك أصيل في كل محطات النضال الوطني، وكانت دومًا رمزًا للقوة والتضحية والانتماء

وفي هذا التقرير، نسلّط الضوء على الدور الذي لعبته المرأة المصرية من خلال مشاركتها في الثورات عبر التاريخ، وذلك من خلال نماذج من القيادات النسوية الحزبية اللاتي شاركن في ثورة 30 يونيو وأسهمن في توجيه الرأي العام، وحشد الجماهير، والدفاع عن مدنية الدولة واستقلال قرارها الوطني.

المرأة دائما في مقدمة الصفوف

 

أكدت النائبة الدكتورة راندا مصطفى، عضو مجلس الشيوخ، ووكيل لجنة التعليم والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات، وأمين المرأة المركزية بحزب حماة الوطن، أن المرأة المصرية لعبت دورًا بالغ الأهمية في ثورة الثلاثين من يونيو، كما كانت دائمًا حاضرة بقوة في مختلف المحطات الوطنية الفاصلة، بدءًا من ثورات التحرر والاستقلال وحتى ثورة ٣٠ يونيو، التي شكّلت طوق نجاة حقيقي للشعب المصري.

 

وقالت مصطفى في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، كما كانت المرأة المصرية شريكًا رئيسيًا في كل التحولات الكبرى في تاريخ هذا الوطن، فقد أثبتت مجددًا في ثورة ٣٠ يونيو أنها ضمير الأمة النابض وسند الوطن في لحظاته الفارقة، لقد خرجت المرأة بكل شجاعة، متقدمة الصفوف، تدافع عن وطنها، وترفع صوتها ضد الظلم والإرهاب، وكانت صرختها في وجه حكم جماعة الإخوان الإرهابية إعلانًا واضحًا بأن الشعب المصري لن يقبل اختطاف هويته”.

وأضافت: “ثورة ٣٠ يونيو كانت كالمنقذ الذي انتشل مصر من الغرق، كالغريق الذي طفا على وجه الماء ليشعر أنه ما زال هناك أمل في الحياة. لقد دمرت جماعة الإخوان البلاد، ونفذت عمليات إرهابية تستهدف الأبرياء، لكن الشعب المصري بوحدته، وبقيادة قواته المسلحة، استطاع أن ينقذ الوطن ويستعيد هويته ودولته”.

 

وأكدت الدكتورة راندا مصطفى، أن الشعب المصري سيظل يحتفل بهذه الثورة العظيمة إلى الأبد، لأنها أعادت له الأمل والكرامة والأمن، مشيرة إلى أن الصورة الذهنية التي رسخها المصريون في ٣٠ يونيو ستبقى ماثلة أمام العالم بأسره عبر التاريخ، كدليل على أن مصر تنتصر دائمًا وستبقى آمنة رغم أنف الأعداء.

وتابعت: “ذكرى هذه الثورة المجيدة لا تُحيى فقط بالتكريم والاحتفال، بل تأتي لتُجدد فينا روح الوطنية والانتماء والعمل الجاد من أجل رفعة هذا الوطن، وتدفعنا لمزيد من العطاء والبناء من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا”.

 

واختتمت تصريحها قائلة: “في هذه المناسبة الوطنية الغالية، نُهنيء أنفسنا وكل أبناء الشعب المصري، ونتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد هذه الثورة ورمزها، الذي لبّى نداء الشعب، وأنقذ البلاد من نفق مظلم، وقاد مسيرة بناء دولة حديثة تستحقها مصر وشعبها”.

 

المرأة ضمير الأمة وسند الوطن

قالت الدكتورة ريم القطان، القائم بأعمال أمينة المرأة بحزب الإصلاح والنهضة، إن ذكرى ثورة 30 يونيو ستظل محطة فارقة في التاريخ المصري الحديث، أعادت تصحيح المسار وحمت الدولة من الوقوع في براثن الفوضى والانقسام.

 

وأكدت القطان في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم”، أن المرأة المصرية كانت ولا تزال في صدارة المشهد الوطني، حاملةً لواء الوعي والكرامة، ومقدمةً نموذجًا فريدًا في الوطنية والقدرة على حماية الوطن في اللحظات الحرجة، مشيرةً إلى أن المرأة لم تكن فقط جزءًا من الحشود في ميادين الثورة، بل كانت عنصرًا فاعلًا في صناعة القرار وموجهًا وطنيًا داخل الأسرة والمجتمع.

 

وأشارت إلى أن تاريخ المرأة المصرية حافل بالمواقف النضالية والوطنية، من ثورة ١٩١٩ التي كانت أول انطلاقة نسائية في الفضاء العام، مرورًا بمشاركتها في مقاومة الاحتلال، وحتى دورها في دعم ثورات الشعب في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، ما يبرهن على أن وعي المرأة المصرية هو أحد أعمدة استقرار الدولة وقوة المجتمع.

وأوضحت القطان أن هذه الذكرى تمثل فرصة لتجديد العهد مع الوطن وتعزيز روح الانتماء، مؤكدةً أن المرأة المصرية ستظل ضمير الأمة وسندها في كل المراحل المفصلية من تاريخها.

 

من ميادين الكفاح حتى لحظة الخلاص

 

قالت مشيرة حسين، أمين المرأة في حزب الجيل الديمقراطي، إن المرأة المصرية لعبت دورًا تاريخيًا ومحوريًا في ثورة 30 يونيو، مؤكدة أن النساء لم يكنّ مجرد داعمات، بل كنّ في مقدمة الصفوف، يدافعن عن هوية الوطن وينادين بإسقاط حكم جماعة أرادت اختطاف الدولة المصرية.

 

وأضافت حسين في تصريح خاص لـ بلدنا اليوم": "كنت واحدة من آلاف المصريات اللاتي خرجن إلى الشوارع قبل 30 يونيو، وشاركتُ في الوقفات الشعبية الرافضة لحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكنت من أوائل الموقعين على استمارة تمرد التي كانت تمثل الأمل في استعادة الوطن من قبضة الفاشية الدينية".

 

وأوضحت أنها في يوم 30 يونيو 2013 كانت متنقلة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض وقصر الاتحادية، لتشارك في المشهد الشعبي الأعظم الذي عبّر عن إرادة الأمة المصرية، كما شاركت يوم 3 يوليو في الفعاليات الشعبية المؤيدة لقرارات القوات المسلحة التي استجابت لنداء الشعب، وأعلنت بداية مرحلة جديدة تستعيد فيها مصر هويتها ودورها.

 

وأكدت أمين المرأة في حزب الجيل أن ما حققته ثورة 30 يونيو من إنجازات يعود إلى تلاحم أبناء الشعب، رجالًا ونساءً، وأن المرأة المصرية ستبقى دائمًا في مقدمة الصفوف حين يتعلق الأمر بحماية الوطن والدفاع عن حريته واستقلاله

من الشارع إلى صناعة القرار

أكدت أمل سلام، أمين المرأة بحزب إرادة جيل ورئيس اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب المصرية، أنه عبر تاريخ الثورات المصرية، لم تكن المرأة مجرد مشاركة، بل كانت قوة حقيقية دافعة للتغيير، من ثورة 1919 التي خرجت فيها لأول مرة لتطالب بالاستقلال، مرورًا بثورة يوليو 1952، حين بدأت خطواتها نحو التمكين السياسي، ثم ثورة يناير 2011 حيث كانت عنصرًا فاعلًا في ميادين النضال، وصولًا إلى ثورة 30 يونيو 2013، التي أكدت فيها المرأة حضورها الحاسم في حماية الدولة.

 

وأضافت سلام في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن المرأة لم تكتفِ بالتظاهر، بل شاركت في تشكيل الرأي العام، وواجهت التحديات المجتمعية، ودفعت ثمن مواقفها من أمنها الشخصي وحريتها، وكانت عنصر توازن، صوتًا للعقل والضمير، وسندًا للوطن في اللحظات الفارقة.

وتابعت أمين المرأة بحزب إرادة جيل: "لقد أثبتت المرأة أن الثورات لا تُصنع بالهتاف وحده، بل بالإصرار، والإيمان، والعمل من أجل غد أفضل. لهذا، حين نكتب تاريخ الثورات، لا بد أن نبدأ بالمرأة، ونعترف بدورها الذي لا يُمحى، لقد أثبتت المرأة أن الثورات لا تُصنع بالهتاف وحده، بل بالإصرار، والإيمان، والعمل من أجل غد أفضل؛ لهذا حين نكتب تاريخ الثورات، لا بد أن نبدأ بالمرأة، ونعترف بدورها الذي لا يُمحى..

تم نسخ الرابط