خبير استراتيجي: نتنياهو يستغل قضية الأسرى لأهداف سياسية ويعرقل الهدنة

أكد دينيس جاف، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يُبدي أي اهتمام حقيقي بحياة المحتجزين أو المدنيين، بل يستخدم ملف الأسرى كورقة سياسية لتعزيز نفوذه داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل التوتر المتصاعد مع إيران.
وأوضح جاف، خلال استضافته في برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي" على قناة القاهرة الإخبارية، أن الآمال بشأن التوصل إلى هدنة ووقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، تتضاءل بشكل كبير، مشيرًا إلى أن ممارسات نتنياهو الحالية لا تدل على نية جادة لإنهاء العدوان أو حماية الأرواح.
وأضاف: "نتنياهو مهتم فقط بإحكام قبضته على الساحة السياسية في إسرائيل والسيطرة على التوازنات في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بإيران.
وكل ما يفعله يخدم هذا الهدف، ولو على حساب حياة المدنيين، سواء في غزة أو في إيران، حيث قتل مؤخرًا العديد من الأبرياء بسبب السياسات العدوانية".
وتابع الخبير الاستراتيجي قائلاً: "للأسف، يتم استخدام قضية الأسرى في غزة كمبرر لاستمرار الهجمات الجوية والبرية، وتوفير غطاء سياسي داخلي له، في ظل ضغوط كبيرة يواجهها في الداخل الإسرائيلي، سواء من الرأي العام أو من خصومه السياسيين".
وفيما يخص المواقف الدولية، أعرب جاف عن تشاؤمه من إمكانية حدوث اختراق سياسي حقيقي في ظل ما وصفه بـ"التواطؤ غير المباشر" بين بعض الأطراف الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن الحديث المتكرر عن هدنة قريبة من قبل شخصيات مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعدو كونه مجرد رسائل إعلامية لا تستند إلى معطيات واقعية.
وختم جاف حديثه بالقول إن "الشعب الفلسطيني في غزة يدفع ثمن صراعات سياسية لا ناقة له فيها ولا جمل، بينما تظل حياة الأسرى والمحتجزين مجرد أدوات في لعبة سياسية خطيرة يقودها نتنياهو".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الأحداث في غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية، وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين.