بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

"شروق".. زهرة ذبلت مبكراً في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية

شروق
شروق

في إحدى قرى محافظة المنوفية، ولدت شروق خالد، فتاة لم يتجاوز عمرها 14 عامًا، كانت تحمل قلبًا أكبر من سنواتها، لم تكن شروق مجرد طفلة، بل كانت الأخت الكبرى لأسرة بسيطة تعاني من ضيق الحال، تكافح أمها وأبوها بالكاد لتأمين قوت اليوم.

 

دروس مؤجلة.. وضحكات جارحة

لم تكن شروق تحلم بالكثير، فقط أن تلحق بزميلاتها في الدروس الخصوصية. لكنها كانت دائمًا متأخرة عن سداد مصروفاتها، كثيرًا ما سخر منها زميلاتها بسبب تأخيرها في دفع مستحقات الدروس، حتى باتت كلماتهن سهامًا تخترق قلبها الصغير، لم تتحمل شروق هذا الألم طويلًا، فقررت أن تتحمل مسؤولية لم تكن يومًا على مقاس طفولتها.

 

مزرعة الدواجن.. بداية الحكاية

بدأت شروق عملها في مزرعة دواجن قريبة من قريتها، لتساعد أسرتها في مصاريف المعيشة، كانت تستيقظ مبكرًا وتعود متعبة مرهقة، لكنها كانت تحمل حلمًا صغيرًا بين يديها: أن توفر 130  جنيهًا لشراء حذاء جديد وعدت به شقيقها الصغير.

 

وعد لم يتحقق

في ذلك اليوم المشؤوم، ركبت شروق سيارة الموت على الطريق الإقليمي، متجهة الى عملها حاملة في قلبها أملًا صغيرًا، وفي جيبها القليل من المال، كان شقيقها الصغير يقف أمام باب المنزل ينتظرها بلهفة، يعد الدقائق، يحلم بالفرحة، لكنها لم تعد، عاد الجثمان، سابقًا الحلم، محمولًا على الأكتاف، وبدل أن تحمل شروق الحذاء الجديد لشقيقها، حمل الأهالي نعشًا صغيرًا لزهرة ذبلت في عمر الورد.

 

حكاية موت.. في طريق قاتل

شروق لم تكن الضحية الأولى لحوادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، الذي بات يعرف بطريق الموت، فخلال عام واحد، حصد هذا الطريق عشرات الأرواح، معظمهم من الشباب والأطفال، في ظل غياب وسائل الأمان والتقاعس عن الرقابة.

 

أمٌ موجوعة وأبٌ محطم

في منزل شروق، يخيم الحزن، الأم المكلومة ما زالت تحتضن ملابسها، تشم رائحتها في كل زاوية، والأب الذي كان يستند على ابنته الكبرى، أصبح اليوم حزينًا مكسورًا، ينتظر عدالة السماء.

 

كلمات الوداع

كتب أحد أصدقاء الأسرة عبر مواقع التواصل: ربنا يرحمك يا شروق.. كنتِ وردة بين شوك، والحياة ما أمهلتك.. وعدتِ أخوك بجزمة، ورجعتي له بكفن.. الله يصبر قلب أمك وأبوك."

هذه ليست مجرد قصة وفاة.. بل صرخة في وجه الإهمال، وصورة حية لمعاناة البسطاء، حكاية شروق خالد يجب أن تظل حية، تذكر المسؤولين بأن هناك أطفالًا يكدحون في سن الزهور، يقتلون على الطرق، ويعودون في الأكفان.

تم نسخ الرابط