وليد الغمري: 30 يونيو محطة فاصلة أنقذت هوية الوطن من التلاشي

قال الكاتب الصحفي وليد الغمري، رئيس تحرير بلدنا اليوم، خلال لقاءه ببرنامج بنصبح عليك المذاع على الفضائية الثانية، إن الثلاثين من يونيو 2013 لم يكن مجرد يوم في السياسية المصرية، بل كان لحظة وعي جماعي وشعبية تجاوزت التوقعات حين خرج ملايين المواطنين إلى الشوارع للدفاع عن هوية مصر التي كانت مهددة بالذوبان وسط تيارات دخيلة لا تعبّر عن الشخصية الوطنية.

وأضاف الغمري أن ما جرى في ذلك اليوم العظيم كان بمثابة احتجاج شعبي هائل عبر عن وعي عميق لدى المصريين بما يحاك في الخفاء من محاولات تفكيك قيم المجتمع، وطمس معالم الوحدة الوطنية والتعايش الذي طالما تميزت به مصر.
وتابع: كان المواطن العادي يشعر بأن هناك شيئا غريبا يزرع داخل الجسد المصري محاولات للتلاعب بالوجدان والعقل عبر خطاب ديني مغلف بالشعارات، لكنه في جوهره يحمل مشروعًا لا يعرف الرحمة ولا يعترف بالدولة الوطنية.

وأوضح الغمري أن ما يسمى بـ"قوى الشر" لم تأتِ صدفة بل كان لها جذور ضاربة منذ بدايات القرن العشرين حين تم زرع جماعات منظمة داخل المجتمع المصري، مستغلة الفقر الديني والتقليدي لتقديم نفسها ككيانات دعوية، بينما كانت أهدافها الحقيقية مختلفة تمامًا.

وقال: للأسف كثير من شرائح المجتمع انخدعت في تلك الجماعات، خاصة مع تسويقهم لأنفسهم على أنهم رجال دين. لكن التجربة أثبتت أنهم لم يكونوا يومًا في خدمة الدين أو الوطن، بل كانوا في خدمة مشروع دولي يعتمد على الفوضى وتحطيم البنى الاجتماعية والسياسية للدولة.