بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ظل الحصار والدمار.. الحمار وسيلة النجاة الأخيرة في قطاع غزة

ارشيفية
ارشيفية

من مدينة مدمرة إلى خيمة وسط الصحراء، ومن خيام مستهدفة إلى حقول في العراء، مشهد صار معتادًا في قطاع غزة المحاصر، إذ أصبح الخراب والدمار هو سيد المشهد، وأزيز الرصاص هو الصوت الطبيعي، إلا أن شيئا واحدًا هو الذي أصبح لافتا للانتباه وسط هذه الأوضاع القاسية، في ظل عدم توافر البترول والمحروقات.

أصبح الحمار في أيام الحرب الأخيرة في قطاع غزة، ليس مجرد حيوان عادي، بل طوق نجاة للعديد من الفلسطينيين الفارين من ويلات الحرب، إذ اعتمد عليه المئات، في نقل احتياجاتهم أثناء النزوح من بلدة إلى أخرى، وفي نقل العائلات بدلا من السيارات التي صار من المستحيل الاعتماد عليها وسط أكوام الركام والأنقاض التي في كل مكان.

الحمار الجندي المجهول في الحروب 
كعادته لا يكل ولا يمل، ولا يعترض على أي شيء، يسير بهدوء ويحمل فوق طاقته ويقطع المسافات أملا في إنجاز مهمته، هكذا ظهر الحمار في الحرب الأخيرة كعادته في الحروب السابقة، إذ تم استخدامه في العديد من الحروب بداية من الفراعنة في نقل المعدات والمؤن، وفي القرون الوسطى والحروب الإسلامية في نقل المصابين والجرحى.

كما استخدم الحمار في الحروب الحديثة، مثل الحرب العالمية الأولى، لدى الجيوش البريطانية والفرنسية والإيطالية لنقل العتاد في المناطق الوعرة، وفي الحرب العالمية الثانية، استخدم في شمال إفريقيا، خاصة في مصر وليبيا، لنقل المؤن حيث لا تستطيع المركبات المرور.

في قطاع غزة برز الحمار خلال الاعتداءات الوحشية الأخيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، كواحدة من أهم وسائل النقل التي يعتمد عليها الغزيين في حربهم، إذ ينقلون عليه احتياجاتهم من المطعم والمشرب، وفي بعض الأحياء يستخدم في نقل المصابين إذا عجزت سيارات الإسعاف في أن تسلك الطرق من آثار الدمار.

في ظل الحرب الدموية الأخيرة التي يواجهها سكان قطاع غزة بشق الأنفس بداية من السابع من أكتوبر 2023، عالجت العيادة البيطرية المتنقلة أكثر من 7 آلاف حمار وآلاف الحيوانات الأخرى، لضمان وجود وسيلة تعوض السيارات التي أصبحت كالحديد بدون فائدة بسبب نقص البنزين والوقود، إذ تستخدم الحمير لنقل النساء الحوامل إلى المستشفيات، والجرحى إلى مناطق أكثر أمانًا، ونقل المياه والطعام في مناطق يمنع فيها مرور السيارات أو تُهددها الغارات الجوية.

ريد كاربت لتكريم الحمير 
في لقطة إنسانية تنم عن مدى امتنان سكان غزة لدور الحمير في هذه الحرب القاسية، أطلقوا مبادرة لتكريم أصحاب عربات "الكارو" بفرش السجادة الحمراء لتكريمهم على دورهم الكبير في توفير وسائل نقل أقل تكلفة مع إحكام الاحتلال الإسرائيلي الحصار على القطاع ومنع إدخال الوقود والسولار.
بسجادة حمراء على الأرض والورود المعلقة، والحرير المطرز الذي استخدم كزي تكريم لهم، احتفال العديد من سكان القطاع بالحمير مؤكدًا دورها الفعال في نقل جثامين الشهداء والجرحى للمستشفيات.

الحمار خدم قضيتنا أكثر منكم  
لم تخلو مواقع التواصل الاجتماعي من ذكر الجمار ودوره في هذه الحرب القاسية، وكيف يواصل رفع المعاناة على الفلسطينيين في هذه الأيام الثقال، حيث وثق مواطن غزاوي رسالة يلوم فيها العديد من الدول بعد الصمت الذي يمارسه العالم تجاه القضية الفلسطينية،  مؤكدًا من على ظهر حماره أن هذه الدبة خدمة القضية الفلسطينية أكثر منهم، في دلالة على أن الحمار تقاسم مع الفلسطينيين مأساتهم في هذه الحرب.

https://x.com/dm706442031/status/1834671887504306313

تم نسخ الرابط