انفراجة بحركة التجارة بعد الهدنة الإيرانية الإسرائيلية

شهدت الفترة الأخيرة قلقًا واسعًا بين المواطنين في مصر، وذلك على خلفية الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت بشكل كبير على خطوط الشحن العالمية، وقد زاد هذا القلق بعد تصريحات المهندس متى بشاي، رئيس لجنة التجارة بشعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، التي أشار فيها إلى احتمالية تحرك الأسعار صعودًا خلال الأسابيع القادمة، وقد عزا بشاي هذا التوقع إلى الارتفاعات الكبيرة في أسعار الشحن البحري، والتي قفزت في بعض الحالات بنسبة تصل إلى 100%.
في البداية، أوضح الدكتور محمد البهواشي، الباحث الاقتصادي بجامعة قناة السويس، أن ارتفاع أسعار الشحن البحري سيكون له تأثير على بعض السلع، القادمة بعرض البحر، وأضاف أن غالبية المنتجات المصنعة في مصر تعتمد على مدخلات إنتاج قادمة من الخارج، وبالتالي فإن أي زيادة في تكاليف الشحن ستنعكس حتمًا على أسعار السلع النهائية في السوق المحلي.
وأضاف الباحث الاقتصادي بجامعة قناة السويس أن الارتفاع الحالي في تكاليف الشحن البحري قد يؤدي إلى نتيجتين رئيسيتين: انخفاض حجم الواردات، وارتفاع أسعار السلع المستوردة بحرًا.
تأثير الاضطرابات الجيوسياسية
وأوضح البهواشي أن الاضطرابات الجيوسياسية الأخيرة أثرت بشكل مباشر على خطوط الشحن العالمية، حيث كانت دول الخليج العربي والدول التي تعتمد على مضيق هرمز الأكثر تضررًا. وأشار إلى أن التوصل إلى حلول سياسية للأزمة الإيرانية الإسرائيلية سيؤدي إلى انفراجة في حركة التجارة العالمية.
وأشار إلى توقعاته بأن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الاستقرار السياسي، مما سينعكس إيجابًا على الاستقرار الاقتصادي. وأوضح أن الرئيس الأمريكي ترامب، بصفته رجل اقتصاد لا رجل حرب، سيسهم في جعل المنطقة أكثر استقراراً.
وأكد أن عودة العمل بقناة السويس تُعد من التطورات الإيجابية التي ستُسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية. وأضاف قائلاً " انا من سكان محافظة السويس وقريب من القناة، والجميع كان يلاحظ قلة السفن التي تمر من القناة خلال الفترة الماضية، ولكن الفترة الأخيرة أصبحت هناك سفن كثيرة تمر، فعودة العمل سيكون بشكل تدريجي".
وأوضح أن الاقتصاد المصري فقد 70% من إيرادات قناة السويس نتيجة لأحداث البحر الأخيرة، إلا أن عودة العمل بالقناة ستقوي الاقتصاد المحلي في ظل الأزمات العالمية الراهنة.، وأضاف أن هناك اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية لضمان عودة القناة للعمل بكامل طاقتها، مشيراً أن القناة تقدم الآن خدمات متنوعة، مثل تمويل السفن بالوقود الأخضر، وخدمات الجراجات، والعديد من الخدمات الأخرى التي توفر العملة الصعبة للدولة.
عودة تدريجية
من جانب آخر، صرّح أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الأعمال المصري الكندي، أن الارتفاع الكبير في أسعار الشحن البحري كان نتيجة الأحداث الإيرانية الإسرائيلية. ومع ذلك، توقع خطاب أن تعود أسعار الشحن إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل تلك الأحداث في الفترة المقبلة.
وأوضح أن بعض السلع التي تم شراؤها بأسعار مرتفعة خلال الأيام الماضية سيبيعها المستوردون بالسعر العالي. ومع ذلك، توقع أن تعود الأسعار إلى طبيعتها بمجرد نفاد هذه الكميات.
وتحدث الخبير الاقتصادي عن عودة العمل بقناة السويس بشكل تدريجي، متوقعًا أن تستغرق هذه العودة من 6 أشهر إلى سنة لتصل القناة إلى مستوى نشاطها الذي كان عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية، موضحاً أن خطة سير السفن عبر الطريق البحري يتم ترتيبها قبلها بثلاثة أشهر، وأن شركات التأمين هي من تفرض المسار الذي تسلكه السفن. ويعود ذلك إلى المخاطر الكبيرة في الملاحة البحرية، مما يجعل كل شركة تأمين تسعى لتأمين نفسها.