وفاء بالوعد.. سيارة جديدة تعيد الأمل لأسرة سائق حادث الإقليمي بالمنوفية

في صباح هادئ تشوبه مشاعر مختلطة بين الحزن والامتنان، استقبل اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية أسر شهداء حادث الطريق الإقليمي بكفر السنابسة بمكتبه بديوان عام المحافظة، كانت القلوب لا تزال مثقلة بوجع الفقد، إلا أن اللقاء حمل بين طياته بصيصًا من الأمل، ورسالة إنسانية واضحة مفادها أن الدولة لا تنسى أبناءها ولا ذويهم، خاصة في المحن.
وعد صادق.. وتنفيذ سريع
الحكاية بدأت قبل أيام، حينما زار محافظ المنوفية منزل أسرة سائق الميكروباص ضحية حادث الطريق الإقليمي، في قرية كفر السنابسة بمنوف، لم يكن اللقاء آنذاك مجرد تقديم واجب عزاء، بل كان وعدًا صادقًا قطعه المحافظ على نفسه أمام الجميع: "سنوفر لكم سيارة بديلة عن سيارة الحادث، لتظل الأسرة قادرة على مواجهة أعباء الحياة".
اليوم، أوفى المحافظ بوعده، وخلال اللقاء الذي حضره اللواء عبد الله الديب السكرتير العام، والمحاسب خالد النمر السكرتير العام المساعد، والنائب محمود شرارة عضو مجلس الشيوخ، سلّم المحافظ لأسرة السائق سيارة ميكروباص جديدة موديل العام، سيارة تحمل رقمًا جديدًا وموديلًا حديثًا، لكنها تحمل الأهم: أملًا جديدًا في استمرار حياة كانت مهددة بالتوقف.
دعم إنساني ومشاركة مجتمعية
ما يلفت الانتباه في هذا الموقف، أنه جاء ثمرة تعاون إنساني راقٍ بين المحافظة ورجال الأعمال ضمن مبادرة المشاركة المجتمعية، فقد اجتمعوا جميعًا على هدف واحد: تخفيف العبء عن كاهل الأسرة المنكوبة، التي كان الميكروباص يمثل لها مصدر الدخل الوحيد، وسندًا لأب وأم فقدا العائل وأربعة أطفال حُرموا من حضن الأبوة مبكرًا.
المحافظ لم يكتفِ بتسليم السيارة، بل وجه على الفور إدارة المرور والمواقف بإنهاء كافة إجراءات الترخيص في أسرع وقت ممكن، حتى تبدأ السيارة عملها وتعود الأسرة تدريجيًا إلى مسار الحياة.
كلمات من القلب
دموع الفرح والحزن معًا كانت حاضرة في أعين أسرة السائق أثناء تسلم السيارة، وقال أحد أقارب السائق: "كنا نظن أن أحدًا لن يتذكرنا بعد الحادث.. لكن المحافظ أثبت أنه إنسان قبل أن يكون مسؤولًا".
كما أعربت والدة السائق عن امتنانها البالغ قائلة: "ما حدث اليوم يعيد لنا الأمل أن في بلدنا رجالًا أوفياء لا ينسون أبناءهم، وهذه السيارة ليست مجرد وسيلة نقل، بل طوق نجاة لأطفال ابني الذين لم يعرفوا بعد معنى يتم الأب".
ختام يحمل رسالة
في مشهدٍ بسيطٍ في شكله، عميقٍ في معناه، يتجلى وجه الدولة الإنساني بقيادتها المحلية في المنوفية، لم يكن تسليم السيارة مجرد إجراء روتيني أو خبرًا عابرًا، بل رسالة مؤثرة أن المصاب واحد، وأن الدولة والمجتمع معًا قادرون على تضميد الجراح، وإعادة رسم ملامح حياة جديدة لضحايا القدر القاسي.
لقاء اليوم أعاد رسم ابتسامة مفقودة على وجوه أسرة منكوبة، وأثبت أن الوفاء بالوعد موقف نبيل، وأن الأمل في الغد لا يزال ممكنًا.