حرائق ضخمة تلتهم غابات الساحل السوري.. وعوائق ميدانية تعرقل جهود الإطفاء

شهدت مناطق واسعة من ريف محافظة اللاذقية في الساحل السوري، اليوم السبت الموافق 5 يوليو 2025، اندلاع حرائق ضخمة امتدت إلى غابات العطيرة والريحانية وشلف وزنزف، مما أسفر عن كارثة بيئية مقلقة، وسط صعوبات كبيرة تواجهها فرق الإطفاء على الأرض.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية أن عمليات الإخماد تواجه تحديات ميدانية وطبيعية كبيرة، أبرزها التضاريس الجبلية الوعرة، وانعدام خطوط النار، وعدم وجود طرقات نافذة داخل الغابات، إضافة إلى بُعد مصادر المياه.
كما أشار البيان إلى وجود مخلفات حربية في بعض المناطق، مما يزيد من خطورة وصول فرق الإطفاء والإنقاذ.
وأضافت الوزارة أن فرق الدفاع المدني تواصل جهودها على مدار الساعة، بدعم من فرق متخصصة وصلت من عدة محافظات، لمحاولة السيطرة على النيران المشتعلة، في وقت ساهم فيه ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح في توسع رقعة النيران وزيادة سرعة انتشارها.
وتأتي هذه الكارثة بعد أيام فقط من تمكن فرق الإطفاء من إخماد أكثر من 15 حريقًا اندلعت في مناطق متفرقة من ريفي اللاذقية وطرطوس، أبرزها في منطقة وادي باصور التابعة لناحية كنسبا، مما يعكس استمرارية التهديدات البيئية في الساحل السوري نتيجة التغيرات المناخية وسوء البنية التحتية لمكافحة الحرائق.
وفي الوقت الذي يواجه فيه السكان المحليون حالة من القلق، تواصل فرق الدفاع المدني عملها الحثيث في ناحية قسطل معاف بريف اللاذقية، التي تُعد من المناطق المتضررة حاليًا، فيما تتصاعد الأصوات المطالبة بدعم فني ولوجستي عاجل، وتعزيز إمكانيات فرق الطوارئ عبر مروحيات إطفاء وتوفير نقاط مياه استراتيجية.
ويُشار إلى أن سوريا، وخاصة مناطقها الساحلية، باتت أكثر عرضة لموجات حرائق الصيف بسبب الارتفاع المتكرر في درجات الحرارة، والتغيّرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي الكثيف في الغابات.
وتُحذر الجهات المعنية من أن استمرار موجة الحر الحالية قد يؤدي إلى اندلاع حرائق إضافية، ما لم يتم احتواء النيران سريعًا.
وتبقى السلامة العامة وحماية الغابات أولوية قصوى في هذه المرحلة، بينما تأمل الحكومة السورية بدعم إقليمي أو دولي يساعد في مواجهة هذه الكوارث الطبيعية المتكررة.