بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

حادث الإقليمي بالمنوفية.. زفاف وأحلام سالت مع دماء الضحايا على طريق الموت

حادث الطريق الإقليمي
حادث الطريق الإقليمي

مشهد مأساوي جديد هز محافظة المنوفية صباح اليوم، لقي 10 أشخاص مصرعهم، وأصيب 11 آخرون في حادث تصادم مروع بين سيارتين ميكروباص على الطريق الإقليمي قرب منشأة القناطر بالجيزة، مما أعاد للأذهان سلسلة الكوارث المتتالية التي يشهدها هذا الطريق خلال الأشهر الأخيرة، والتي بات الأهالي يصفونه بـ"طريق الموت".

 

الحادث وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم، عندما اصطدمت سيارتان ميكروباص وجهاً لوجه أثناء سير إحداهما في الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى وقوع مجزرة حقيقية راح ضحيتها عدد كبير من أبناء مركز أشمون بمحافظة المنوفية.

10 قتلى في لحظات.. وأشلاء على الأسفلت

بحسب بيان غرفة عمليات مديرية الصحة بالمنوفية، أسفر الحادث عن مصرع 10 أشخاص بينهم عاملون باليومية، وآباء لأطفال صغار، في مشهد أبكى رجال الإسعاف الذين وصفوا الموقف بـ"الأبشع خلال العام الجاري"، وتم نقل جثامين الضحايا إلى مستشفيات الباجور وأوسيم والوراق.

وكان من بين المتوفين " شريف محمود عبد الونيس إبراهيم (38 سنة) – عامل باليومية من الخور، أشمون، وأب لأربعة أطفال، " عبد اللطيف عبد الجليل محمد " من دروة، " أسامة عبد العليم شلبي"  من منوف، وعدد آخر من الشباب والعاملين البسطاء.

 

وأكدت المصادر الطبية أن جميع الوفيات حدثت فور وقوع التصادم بسبب الإصابات البالغة والكسور المفتتة ونزيف حاد في المخ.

 

11 مصابًا يتلقون الرعاية.. بينهم طفل وسيدة مجهولة

كما أسفر الحادث عن إصابة 11 شخصًا بينهم " مصطفى علام حمودة (10 سنوات) – من طليا، وصلاح هلال (15 سنة) – من سمادون، عبد الله أسامة عبد الوهاب (28 سنة) – من السادات، طفلة وسيدة مجهولا الهوية تم إيداعهما بمستشفى الباجور العام.

 

وتنوعت الإصابات بين ارتجاج بالمخ وكسور في العمود الفقري والضلوع ونزيف داخلي، وتم نقل الحالات الحرجة إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة.

 

18 سيارة إسعاف في دقائق.. وتحرك عاجل من الصحة

فور تلقي البلاغ، دفعت هيئة الإسعاف بـ18 سيارة إسعاف مجهزة إلى موقع الحادث، في وقت قياسي لا يتجاوز 10 دقائق من وصول البلاغ لغرفة الطوارئ. وتم نقل المصابين إلى مستشفى الباجور العام ومستشفى أوسيم المركزي.

 

فيما أعلن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة رفع درجة الاستعداد بجميع المستشفيات القريبة من الحادث وتوفير أكياس دم ومستلزمات طبية إضافية، مع تشكيل فريق طبي من كبار الاستشاريين لمتابعة الحالات.

 

محافظ المنوفية يتابع.. ويوجه بإرسال فريق طبي خاص

في مشهد إنساني سريع، توجه اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية إلى مستشفى الباجور العام فور وقوع الحادث، واطمأن على المصابين وأمر بتوفير كافة سبل الرعاية لهم.

كما أصدر المحافظ تعليماته العاجلة لجامعة المنوفية بإرسال فريق طبي متخصص من الاستشاريين في جراحات المخ والعظام والعناية المركزة لدعم الأطقم الطبية بالمستشفى.

أهالي الضحايا يروون اللحظات الأخيرة

وفي لقاءات مؤلمة مع ذوي الضحايا أمام مشرحة مستشفى الباجور، قال محمود شريف، شقيق المتوفي شريف محمود: "شقيقي خرج الساعة 6 صباحًا علشان يشتغل شغل يومية.. ملحقش حتى يفطر، قبل ما يجينا خبر موته في الحادث.. إحنا عايزين حقه وحق الناس الغلابة اللي ماتوا معاه."

 

كما قالت والدة الطفل مصطفى علام: "ابني كان رايح مع قرايبه أشمون.. اتصلوا بيا قالولي ابنك في المستشفى بين الحياة والموت.. ياريت الحكومة تخلص الطريق دا من الحوادث".

 

تاريخ دموي للطريق الإقليمي

الطريق الإقليمي الذي وقع عليه الحادث اليوم، شهد خلال آخر 6 أشهر أكثر من 12 حادث تصادم مروع راح ضحيتها ما يزيد عن 60 شخصًا وأصيب فيه العشرات.


وكان أبرز تلك الحوادث وفاة 18 فتاة من أشمون في حادث سير منذ أسبوعين بنفس المنطقة، الأمر الذي دفع الأهالي للمطالبة مرارًا بإغلاق الدورانات العشوائية وتكثيف الرقابة المرورية.

مطالبات بتحقيق عاجل

طالب عدد من نواب البرلمان بمحافظة المنوفية، وعلى رأسهم النائب أحمد أبو زيد، بسرعة فتح تحقيق موسع لمعرفة أسباب الحادث ومحاسبة المسؤولين عن تقصير الصيانة والرقابة على الطريق.

 

كما دعا الأهالي إلى إنشاء نقاط إسعاف ثابتة، وتزويد الطريق بكاميرات مراقبة، ووضع لافتات إرشادية واضحة تحذر من الاتجاهات المعاكسة.

 

تحقيقات النيابة مستمرة

أكد مصدر أمني أن النيابة العامة استمعت إلى أقوال عدد من شهود العيان، وقررت انتداب لجنة فنية من المرور لمعاينة موقع الحادث ورفع السيارات المتسببة فيه.

 

كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة القريبة وتحديد المتسبب في السير عكس الاتجاه تمهيدًا لضبطه والتحقيق معه.

مجزرة الإقليمي اليوم تضاف إلى سجل دموي متكرر على هذا الطريق، ما يحتم على الدولة اتخاذ إجراءات عاجلة، وتوفير بيئة مرورية آمنة لحماية أرواح الأبرياء.


في انتظار القصاص العادل، والأهم إصلاح الخلل البنيوي الذي حوّل الطريق إلى فخ قاتل.

تم نسخ الرابط