بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من السجاد إلى السيرما والصدف.. المنوفية عاصمة الحرف اليدوية في مصر

محافظ المنوفية
محافظ المنوفية

في قلب دلتا مصر الخصبة، وزخم التاريخ وجمال الأرض، تقبع محافظة المنوفية ليست فقط كمعقل زراعي، بل كواحة للحِرف اليدوية والتراثية، من قرى تشتهر بالسجاد اليدوي، مرورًا بفن السيرما والمفروشات، وانتهاءً بفخّار جريس ومنتجات الصدف، تشكل الحرف اليدوية في المنوفية روحًا أصيلة وقوة اقتصادية متجددة.

ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي

في قلب قرية ساقية أبو شعرة بمركز أشمون، يخرج آلاف السجاد اليدوية سنويًا، حيث تجلس العائلات، رجالًا ونساءً وأطفالًا على النول لصناعة قطع فنية تستخدم الخيوط لتنسج أشكالًا تقليدية وعصرية في آن، الحرفة المتوارثة أبا عن جد، تُعد عاملًا أساسيًا لمحاربة البطالة داخل القرية .  

 ساقية المنقدي منتجات صدفية تضيء الأسواق

في ساقية المنقدي، صناعة يدوية فريدة من مفارش وقطع فنية مزينة بالصدف، تدخل المنازل والزوايا الصغيرة وتنشط عمل الورش، بمشاركة المرأة والرجل، لتصبح فرصة عمل حقيقية متجددة . 

سيرما وشما تطريز يدوي فاخر

في قرية شما بمركز أشمون، تزدهر حرفة "السيرما" تطريز دقيق بالأسلاك الفضية والذهبية، على ستائر ومفارش وربطات مكان العبادة، ما بدأ منذ الستينيات، وصل لمستوى عالمي، يزين القصور والفنادق والمناسبات الرسمية داخل وخارج مصر. 

شمنديل وقويسنا نجف وأثاث بإبداع يدوي

يعمل شباب قرية شمنديل في ورش نجف يدوي وأثاث منزلي، تُعرض منتجاتهم محليًا ودوليًا، أكثر من 9 ورش كبيرة تنتج قطعًا متكاملة، تجمع بين المهارة والذوق تعكس روح الإبداع والمهنية.

جريس فخار يروي قصص الأجداد

حصريًا في قرية جريس، تستمر مهنة الفخار منذ مئات السنين، يستخدم الحرفيون الطين المحلي لتصميم أواني الطهي وشقف الحمام، مع إضافة لمسات لون وأشكال حديثة لتجديد المنتج وتحسين العائد  .

محافظة المنوفية كسرت حاجز الصمت في معرض "أيادي مصر" للحرف والتراث 2023، وتُوِّجت بالمركز الأول، مشاركة تشمل منتجات السجاد والصدف والفخار والسيرما، لتؤكد التفرد والجودة في الإنتاج المحلي، إلى جانب معرض تزامن مع المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة»، بجناح متكامل لتعريف العالم بحرفها.

رغم إجادة الصنع وقوة الإرث، يواجه الحرفيون عدة تحديات ارتفاع أسعار المواد الخام، وندرة التسويق الخارجي، وقلّة المساحات المناسبة للورش، غير أن الحرفي يصر على مواجهة العقبات بتجديد التصميم، واستثمار وسائل التواصل، والمشاركة في المعارض الوطنية والدولية.

في المنوفية، لا تُنتَج الحرفة فقط على نول أو عجلة فخار، بل تُصاغ قصة شعب ما زال يحافظ على تراثه برغم التحديات هي اليد التي لا تتوقف، والتصميم الذي لا يلين، والإبداع الذي يتنقل بين أجيال ناس، ومن خلال الدعم الحكومي والمبادرات، يمكن لهذه الحرف أن تصعد لخيالية عالمية جديدة، لتكون منوفية الحرف اليدوية حالة نموذجية للتنمية الثقافية والاقتصادية.

تم نسخ الرابط