بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

التغيرات المناخية.. خطر يهدد مستقبل الزراعة في كفر الشيخ

أرض زراعية في كفر
أرض زراعية في كفر الشيخ

لم تعد التغيرات المناخية مجرد تحذيرات علمية، بل باتت تهديدًا مباشرًا يضرب قلب الزراعة في مصر، وخاصة في محافظة كفر الشيخ، التي تُعد الأعلى إنتاجًا بين المحافظات، فالعواصف والتقلبات الجوية العنيفة أصبحت أكثر تكرارًا وحدة، وهو ما يضع الأمن الغذائي في مهب الريح، ما لم تتحرك الدولة ممثلة في وزارة الزراعة والمحافظة بخطط واضحة واستعدادات حقيقية.

وشهد مركز مطوبس، مع نهاية شهر مايو ومطلع يونيو، واحدة من أعنف الضربات المناخية، من جراء العاصفة التي اجتاحت الإسكندرية وعددًا من المدن الساحلية التابعة لكفر الشيخ، وكانت مطوبس الأشد تضررًا.

على إثر تلك العاصفة غرقت الأراضي في المياه، وتلفت المزروعات، وانهارت الحواجز والسدود، وانتهى المحصول قبل حصاده، وخابت آمال الفلاح في كفر الشيخ، والسبب غياب الزراعة عن المشهد.. التي لم تجد ما تقدمه للفلاح أو تنقذه به حتى الآن، بالرغْم من مرور ما يقرب من شهر على تلك الأزمة.

النائب عبد العليم داود: التغيرات المناخية كبدت المزارعين خسائر فادحة

من جانبه، قال النائب محمد عبد العليم داود، عضو مجلس النواب عن دائرة مطوبس وفوه بكفر الشيخ، إن الظواهر الجوية تسببت في ضرر كبير للمزارعين في كفر الشيخ، وكبدتهم خسائر فادحة، وعرضت "أكل عيشهم" للخطر.

نائب كفر الشيخ: تشكيل لجنة عاجلة لتقدير حجم الخسائر التي تعرضت لها المحاصيل وتعويض المزارعين


وطالب عضو مجلس النواب بتعويض المزارعين المتضررين بواسطة تقييم حجم الخسائر، وخاصة في مركز مطوبس، والوقوف بجانبهم لتجاوز الأزمة التي مر عليها ما يقرب من شهر دون جديد يُذكر من المسؤولين، كما طالب أيضًا بضرورة تشكيل لجنة عاجلة لتقدير مدى الضرر الواقع على المحاصيل الزراعية، وبناء عليه يتم اتخاذ إجراءات مثل إعفاء المزارعين المتضررين من بعض الالتزامات البنكية، أو تأجيل سدادها لمدة عام، ليستطيع المزارع الوقوف على قدميه من جديد.

وأضاف "عبد العليم داود" أن الرقعة الزراعية القريبة من المناطق الساحلية مثل كفر الشيخ، والإسكندرية، ومطروح، والبحيرة، ودمياط، وبورسعيد، يجب وضع استراتيجية خاصة بها تتضمن حلولًا مبتكرة لحماية المحاصيل، والبنية التحتية للزراعة، وتطبيق منظومة متكاملة لأجهزة الرصد المبكر.

 

وكيل زراعة كفر الشيخ: نتخذ خطوات مسبقة تحسبًا لأي عواصف قادمة

من جهته، أوضح المهندس فخري منصور باز، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، أن مديرية الزراعة تتخذ حاليًا خطوات مسبقة تحسبًا لأي عواصف قادمة، وتلك الخطوات تبدأ من الإرشاد الزراعي للمزارعين، ومعرفتهم بالطرق الصحيحة للري والتسميد، والتأكيد على أن الصوب محكمة "ومربوطة" بالنسبة للزراعات المحمية، وتنبيه المزارعين بالمخاطر قبل وقوعها.

وأكد وكيل زراعة كفر الشيخ، أنه تم تشكيل لجنة لمتابعة المتغيرات المناخية والتنبؤ بما يترتب عليها من مخاطر تواجه المحاصيل الزراعية، وتنبيه المزارع بكيفية التعامل معها، إلا أن هناك عوامل طبيعية طارئة خارقة للطبيعة وللقدرة البشرية قد تحدث، قد نحاول تقليل أضرارها لكن لا نستطيع منع وقوعها.

إجراءات عاجلة داعمة للمزارعين

وأردف "باز" أن العاصفة التي شهدتها المناطق الساحلية منذ 4 أسابيع لم تؤثر تأثيرًا كبيرًا على المحاصيل الزراعية في كفر الشيخ، والأضرار الواقعة في مطوبس ضئيلة جدًا، وكل ما وقع قد يؤخر موعد الحصاد من 10 أيام إلى أسبوعين فقط، وجارٍ تقييم حجم الخسائر من أجل اتخاذ إجراءات داعمة للمزارعين في المحافظة، مؤكدًا أن مديرية الزراعة بكفر الشيخ هدفها تسهيل المهمة على المزارعين ودعمهم لتحقيق أعلى إنتاجية زراعية في مصر، بما يساهم في تعزيز الأمن القومي الغذائي.

نقيب الفلاحين: التغيرات المناخية واقع يجب التعايش معه.. ومواجهته بواسطة 4 محاور

وفي السياق ذاته، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن التغيرات المناخية أصبحت متكررة وواقعًا يجب التعايش معه، ويتم مواجهته بواسطة 4 محاور:

المحور الأول: زراعة المحاصيل التي لديها القدرة على مقاومة المتغيرات المناخية.
المحور الثاني: تغيير المواعيد الزراعية، بحيث تتلاءم مع عدم وجود تغيرات مناخية غير مناسبة في توقيت الزراعة.
المحور الثالث: الري والتسميد المناسب وعدم العشوائية في تنفيذه، ومعرفة آلية كل محصول خاصة وقت الأزمات أو احتمالية وقوعها.
المحور الرابع: الزراعة عن طريق "المصاطب" والصوب، من أجل أن يرتفع المحصول عن سطح الأرض، بما يقلل من تعرضه للخطر في وقت العواصف.

تخفيف الأعباء عن المزارعين وتخفيض أسعار الأسمدة 

وناشد نقيب الفلاحين وزارة الزراعة، بضرورة تخفيف الأعباء عن المزارعين، وتخفيض أسعار الأسمدة والأدوية الزراعية، وتقديم الدعم الكامل لهم، مطالبًا بإعفاء المتضررين من الأزمة الماضية من كافة المصروفات والالتزامات، أو جزء منها على أقل تقدير.

وأشار "أبو صدام" إلى أهمية محافظة كفر الشيخ ودورها في الإنتاج الزراعي المحلي والعالمي، مؤكدًا أنها لا بد أن تحظى باهتمام بالغ من وزارة الزراعة، والوقوف على حل المشكلات التي تواجه مزارعيها، لأن عزوف أبناء كفر الشيخ عن الزراعة أو تأثر الرقعة الزراعية فيها، ناقوس خطر يدق بيوت مصر بأكملها.

تم نسخ الرابط