بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

نجوم التسعينات في مواجهة شباك التذاكر بعد غياب طويل.. ونقاد: «فكروا ألف مرة الأول» (خاص)

محمد هنيدي ومنى زكي
محمد هنيدي ومنى زكي

سمير الجمل: إذا اعتمدوا على أسلوبهم القديم فالفشل مصيرهم
عودة نجوم التسعينات للسينما مرهونة بـشرط
 الفنان الذي لا يواكب التطور سيظل في مكانه 
السينما في حاجة إلى فكر جديد

عماد يسري: الفيصل في نجاح عودتهم السيناريو
الجمهور لن يتقبل العمل ما لم يكن مختلف
لم يعد هناك شباك التذاكر بالشكل التقليدي والمنصات هي بوابات النجاح الجديدة

 

يعود عدد من نجوم الكوميديا الذين صنعوا مجدا في فترة التسعينات وبداية الألفية إلى شاشات السينما بأفلام جديدة في محاولة لاستعادة أمجاد الماضي، إذ يظهر بعد غياب طويل النجم أحمد آدم بفيلم "البحث عن إشارة"، بينما يقدم رامز جلال فيلم "بيج رامي"، ويعود أشرف عبد الباقي بفيلم "السادة الأفاضل".

ولعل أبرز هذه العودة هي لم الشمل بين الثنائي الشهير محمد هنيدي، ومنى زكي في فيلم "الجواهرجي"، وذلك بعد 25 عامًا من فيلمهم "صعيدي في الجامعة الأمريكية".
 

وأوضح الناقد الفني سمير الجمل، أن عودة نجوم التسعينات إلى السينما أمر إيجابي، حيث يمتلكون خبرة واسم وجمهور،مؤكدًا أن العبرة الحقيقية تكمن في المحتوى الذي سيقدمونه.

وأكد “الجمل”، في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم”، أن الاعتماد على الاسم والشهرة وحدهما لم يكن كافيًا للنجاح.

وأضاف أنه لم يعد هناك شيء يسمى لنجوم شباك بالمعنى القديم لكن هناك شكل جديد لانتشار الأفلام عبر المنصات الرقمية، فالفيلم ينتج الآن ليعرض في السينما لأسابيع قليلة ثم يكون موجة للمنصات، وهذا هو السر وراء عودة هذه الأسماء المعروفة، لأن المنصات تحتاج دائمًا إلى محتوى جديد ومتنوع لتلبية طلب جمهورها.

وشدد على أن نجاح هؤلاء النجوم يتوقف بشكل كامل على النصوص التي سيعتمدون عليها، مؤكدًا: “إذا اعتمدوا على تاريخهم وأسلوبهم القديم فمصيرهم سيكون التراجع كما حدث مع تجارب سابقة”.

ووجه نصيحة مباشرة للنجوم العائدين قائلاً: "قبل أن تعودوا فكروا ألف مرة كيف ستعودون وماذا ستقدمون؟ عليكم البحث عن نصوص جيدة تسمح لكم بالتواجد بشكل يليق بمكانتكم وتاريخكم، لا أن يكون الأمر مجرد عودة للعمل وكسب المال".

وأوضح أن المنافسة الحالية تتركز على المؤلفين أصحاب القيمة سواء كانوا من الكبار أو من الشباب الموهوبين.

وعن المقارنة بين سينما التسعينات والسينما الحالية، أكد الجمل أنه لا يمكن المقارنة بين الفترتين لاختلاف الظروف بشكل جذري، مضيفًا: "اليوم لدينا المنصات ويوتيوب وقنوات فضائية تعرض الأفلام بعد فترة قصيرة، والأهم من ذلك كله تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والموبايلات كل ذلك جعل السينما تصل إلى البيت مما غير من عادات المشاهدة".

وأردف: “نحن لا نحتاج إلى التهريج بل إلى الضحك القائم على نص جيد وتأليف حقيقي فإذا لم يواكب الفنان التطور سيظل في مكانه”.

وأكد أن سر استمرار نجوم مثل عادل إمام هو مواكبتهم للتطور في كل مرحلة، وهو ما يجب أن يفعله النجوم العائدون، أن السينما في حاجة إلى فكر جديد، وأن أي عمل فني يجب أن يدرس بعناية قبل تقديمه خاصة من قبل الفنانين الذين يملكون تاريخ فني.

وأشار إلى أن الجمهور وخاصة الشباب أصبحوا هم أنفسهم نجوم عبر المنصات المختلفة حيث تحقق مقاطع الفيديو التي يصنعونها مشاهدات تفوق كبار النجوم أحيانًا، موضحًا: "الجمهور لم يعد يبحث عن التسلية فقط بل أصبحوا ينافسون صناع الفن أنفسهم".

واختتم أن الأجيال الجديدة من الجمهور سيتم استقبال نجوم التسعينات بحماس في حالة واحدة فقط إذا قدموا محتوى جديد يتناسب مع عقلية الشباب والكبار على حد سواء، فالأعمال الخالدة هي تلك التي تملك بعد إنساني يمكن أن يلامس كل الأجيال، مثل أفلام اسماعيل ياسين التي لا تزال تشاهد حتى الآن.

من جانبه قال الناقد الفني عماد يسري، إن عودة نجوم التسعينات إلى السينما ليست هي الأزمة الحقيقية الفيصل في نجاح أعمالهم الجديدة هو جودة النص والسيناريو.

وأوضح عماد يسري، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، سواء كان سينما أو مسرح أو دراما يعتمد بشكل أساسي على النص وجود سيناريو وحوار متميز مع مخرج مبدع هو ما يصنع عمل فني ناجح.

وأشار إلى أن الجمهور سيقبل العمل بشرط أن يقدمهم النص بشكل جيد ومختلف، لافتًا إلى أن رجوعهم في حد ذاته ليس المشكلة لكن هل يوجد نص يستطيع أن يقدمهم بشكل جيد يقبله الجمهور.

وأشار إلى أن الفنان محمد هنيدي الذي ينتمي إلى نفس الجيل تعاني أعماله الأخيرة من مشكلة في الاختيارات وأن "أعماله كلها فاشلة"، أن المشكلة تكون في إعادته صياغة النصوص بنفسه بعيد عن المؤلف.

وأعرب عن تفاؤله بعودة هؤلاء النجوم وتابع أن رجوعهم أمر جيد لكن التساؤل يبقى حول ما إذا كان السيناريو والحوار سيقدران على تقديمهم بشكل مختلف ومناسب للجمهور الحالي.

وأختتم أنه لا يوجد ما يسمى بـ"كوميديا قديمة" فنوع الكوميديا يتطور بتطور المواقف الاجتماعية وبالتالي فإن الكاتب المتميز يقدم مفردات عصره وهو ما سيتضح في هذه الأفلام.

 

تم نسخ الرابط