بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الآلاف يشيعون جثمان شهيد الواجب بسنترال رمسيس إلى مسقط رأسه بالمنوفية.. صور

أثناء تششيع الجثمان
أثناء تششيع الجثمان

في مشهد مؤثر اختلطت فيه دموع الأحباب وصدمة الأهالي، ودّعت مدينة الباجور بمحافظة المنوفية، المهندس أحمد الدرس، ضحية حادث الحريق المفجع الذي اندلع بمحيط سنترال رمسيس بالقاهرة .

 

"ملاك طيب راح في لحظة".. هكذا ودّعه أهله وجيرانه

وسط أجواء من الحزن والأسى، انطلقت جنازة الفقيد بقرية تلوانه التابعة لمركز الباجور، حيث احتشد المئات من الأهالي وأبناء القرية وأصدقاء المهندس الراحل لتوديعه إلى مثواه الأخير، مرددين الدعوات له بالرحمة والمغفرة.

وكانت عبارات الصدمة تكسو وجوه الحاضرين، خاصة مع صغر سن الفقيد المعروف بين أبناء قريته بدماثة خلقه وطيبة قلبه، حيث وصفه الجميع بأنه كان "ملاكًا يمشي على الأرض"، قبل أن تخطفه نيران الحريق الغادر أثناء أداء مهام عمله في القاهرة.

والدته المكلومة: "كان سندي وضهري.. راح مني في لحظة"

في لحظة أبكت الجميع، انهارت والدة المهندس أحمد الدرس، المكلومة على فراق وحيدها، مرددة كلمات مؤثرة: "كان ابني وسندي وضهري.. راح مني فجأة من غير كلمة وداع.. مكنتش أتمنى أشوفه كده ولا أمشي وراه في الجنازة.. حسبي الله ونعم الوكيل".

وروى شقيقه الأكبر أن أحمد كان قد اتصل بهم قبل الحادث بساعات يطمئن على والدته ويوصيهم بها، قائلًا: "خدوا بالكوا منها.. ربنا يرضى عنكم", وكأنها كانت رسالة الوداع الأخيرة.

 

رثاء على صفحات التواصل.. وتعازي واسعة من القيادات

فور إعلان نبأ وفاته، تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في المنوفية إلى دفتر عزاء كبير، حيث نعاه زملاؤه وأصدقاؤه بكلمات مؤثرة، ودعوات له بالرحمة وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.

الحادث.. لحظة فارقة في حياة أسرة كاملة

كان المهندس أحمد الدرس، 24 عامًا، يعمل ضمن فريق الصيانة الفنية بأحد مواقع الاتصالات بمنطقة رمسيس بالقاهرة، وأثناء تواجده داخل سنترال رمسيس لإنهاء مهام عمل طارئة، اندلعت النيران بشكل مفاجئ داخل الطابق الأرضي بسبب ماس كهربائي، وحاصرت النيران عددًا من العاملين.

ورغم محاولاته للهرب، إلا أن الأدخنة الكثيفة والحرارة المرتفعة حالت دون خروجه، ليلقى مصرعه مختنقًا بالدخان وسط محاولات الإنقاذ.

مطالب شعبية بضرورة تأمين مواقع العمل

على خلفية الحادث الأليم، طالب الأهالي وأبناء المنوفية بضرورة مراجعة اشتراطات الأمان والسلامة المهنية بمواقع العمل، خاصة التي تضم معدات كهربائية وأجهزة اتصالات، للحفاظ على أرواح العاملين، مؤكدين أن ما حدث لأحمد الدرس "لا يجب أن يتكرر مع غيره".

كلمات الوداع.. ووصية غائبة

أنهى المشيعون مراسم الدفن بالدعاء للفقيد وسط بكاء هستيري من أصدقائه وزملائه الذين لم يتمالكوا أنفسهم أثناء توديع جثمانه، وقال أحد أصدقائه: "أحمد كان طيبًا كريمًا.. دايمًا ضاحك ومساعد للكل.. مفيش حد احتاجه ورفض.. هنفتقده أوي.. وربنا يصبّر أمه وقلوبنا عليه".

تم نسخ الرابط