بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

حياة جديدة بغرفة العمليات.. كيف أعاد صمام صغير الأمل لأسرة طفل بالمنوفية؟

الدكتور عمرو مصطفى
الدكتور عمرو مصطفى وكيل وزارة الصحة بالمنوفية

في قلب مستشفى شبين الكوم للجراحات المتخصصة، كان المشهد استثنائيًا.. أسرة صغيرة مرهقة من الألم، أم تحمل بين ذراعيها طفلًا لم يتجاوز عامه الثالث، وعيونه المرهقة تتوسل الخلاص من معاناة لم يفهمها، وجسد نحيل تهاجمه التشنجات ليلًا ونهارًا، حتى باتت الحياة نفسها عبئًا عليه وعلى والديه.

لم يكن مجرد طفل مريض، بل قصة معاناة استمرت لأسابيع، وكانت على وشك أن تنتهي بمأساة لولا تدخل طبي إنساني في اللحظة الحاسمة.

البداية.. صدمة التشخيص

وصلت الأم تحمل طفلها إلى قسم الطوارئ، عيونها متورمة من السهر والبكاء، تتشبث بأمل أخير أن تجد في هذا المكان من ينقذ صغيرها، الطفل يعاني من تأخر عقلي واضح، وتشنجات عنيفة، وعدم قدرة على البلع أو حتى تناول الحليب، جسد يتآكل أمام عينيها وهي لا تملك سوى الدعاء.

سرعان ما أجريت له الفحوصات اللازمة، وجاء التشخيص صادمًا:"ضمور حاد بالمخ مع استسقاء شديد يهدد حياته"، حالة دقيقة وخطرة تتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا لتركيب صمام مخي بريتوني يخفف الضغط عن المخ وينقذ حياته.

سباق مع الزمن.. وفريق طبي لا يعرف المستحيل

في دقائق معدودة، تشكل فريق طبي متكامل من جراحي المخ والأعصاب والتخدير والتمريض، كان على رأس الفريق الدكتور إسلام العربي دكتوراه جراحة المخ والأعصاب، الدكتور مصطفى عبد الونيس طبيب جراحة المخ والأعصاب، والدكتور علاء عبد الخالق — استشاري التخدير، ومن التمريض أسماء حامد وندى محمود، وفنية التخدير هاجر محمد، وداخل غرفة العمليات، كان الصراع محتدمًا بين يد الجراح ومصير طفل صغير، تتوقف عليه حياة أسرة بأكملها.

صمام صغير.. وحياة تبدأ من جديد

وسط دعوات الأم المنتظرة خارج الغرفة، أنهى الفريق الطبي العملية الدقيقة بنجاح، الصمام الصغير الذي لا يتجاوز طوله سنتيمترات، أحدث فارقًا كبيرًا، بدأت التشنجات تقل تدريجيًا، وتحسّن الطفل في وحدة العناية المركزة بشكل لافت، بل وبدأ في تناول رضعاته الأولى بعد أيام من العجز، كان المشهد مؤثرًا حين احتضنت الأم طفلها بعد الإفاقة، عيناها تدمعان من الفرح هذه المرة وقالت في كلمات مرتجفة: "كنت فاقدة الأمل.. وربنا بعت لابني ملايكة الرحمة هنا في المستشفى.. محدش قصّر معانا لحظة"

مستشفى شبين الكوم.. قصة نجاح وسط الأزمات

هذه الحكاية ليست الأولى داخل مستشفى شبين الكوم للجراحات المتخصصة، ولن تكون الأخيرة، المستشفى الذي أصبح بيتًا آمنًا للمرضى وملاذًا للحالات الدقيقة، يشهد يوميًا مثل هذه البطولات الطبية والإنسانية التي لا تنعكس فقط في نسب الشفاء، بل في دموع الأمهات وأحضان الأسر لأطفالهن الذين كتب لهم عمر جديد.

 

تم نسخ الرابط