عباس حزين يكشف عن مطالبات ثلثي الهيئة العليا لاستقالة يمامة بسبب ضعف التمثيل القائم
رئيس حزب الوفد يتراجع عن طرح الثقة بنفسه بعد غضب الأعضاء

أعلن الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، تراجعه عن قراره السابق بطرح الثقة في شخصه أمام الهيئة العليا للحزب، وذلك على خلفية رفض واسع وغضب شديد أبداه أكثر من ثلثي الأعضاء بسبب نتائج تمثيل الحزب ضمن “القائمة الوطنية من أجل مصر” في انتخابات مجلس الشيوخ.
وقال عباس حزين، عضو الهيئة العليا، إن الاجتماع الذي عقد أمس الثلاثاء شهد مطالبات حاسمة بتقديم يمامة استقالته على خلفية حصول الحزب على مقعدين فقط في القائمة الوطنية، اللذين ذهبا للنائبين طارق عبد العزيز وحازم الجندي.
وأضاف حزين أن الأعضاء أبلغوا رئيس الحزب أن هذا التمثيل لا يعكس حجم وتاريخ الوفد، مما أثار حالة استياء عامة داخل أروقة الحزب.
في المقابل، كشف يمامة في رده أن الإبقاء على منصب رئاسة الوفد مرتبط بإجراء انتخابات داخلية للحزب عقب انتهاء الاستحقاقات البرلمانية؛ حيث سيُعرض منصب الرئاسة للتنافس من جديد.
وغير أن هذا الطرح قوبل برفض قاطع من كثيرين ممن رأوا أنه لا يجوز تأجيل المحاسبة أو تمرير الاستمرار في القيادة دون دماء جديدة تحمل رؤية مستقبلية للحزب.
ويأتي هذا التوتر الداخلي في وقت يلتزم فيه الوفد بالمشاركة ضمن تحالف يضم 13 حزبًا سياسيًا تحت مسمى “القائمة الوطنية من أجل مصر”، والتي ضمت أحزاب: مستقبل وطن، حماة الوطن، الجبهة الوطنية، الشعب الجمهوري، المصري الديمقراطي الاجتماعي، المؤتمر، الإصلاح والتنمية، العدل، التجمع، الحرية المصري، إرادة جيل، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
وقد اعتبر البعض أن توزيع المقاعد بدا غير عادل تجاه حِزَم تاريخية مثل الوفد.
وأوضح عضو الهيئة العليا أن المطالب تتجه الآن نحو الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من يمامة رسميًا، تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة داخل الحزب.
ويُعد هذا الخيار الأشد تصعيدًا في مواجهة إدارة القيادة الحالية، خصوصًا بعد أن ظل الوفد في السنوات الأخيرة يعاني من تراجع شعبي وخسارة مقاعد في البرلمان والأحزاب المنافسة تكتسب مزيدًا من الزخم.
ومن جانبه، أكد مصدر مقرب من رئاسة الحزب أن يمامة يسعى في الأيام المقبلة لتهدئة الأوضاع من خلال دعوة فئات متنوعة من أعضاء الوفد لحوار مفتوح حول خطة الإصلاح الداخلي، وإعادة توزيع الأدوار القيادية بما يضمن مشاركة أوسع وجدية في المرحلة المقبلة.
وفي ختام الاجتماع، اتفق الأعضاء على مواصلة الضغط المتبادل بين القيادة وعضوية الهيئة العليا لحين التوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، مع التشديد على ضرورة تعزيز حضور الوفد الوطني في المحافل الانتخابية المقبلة، وإعادة بناء الثقة مع قواعد الحزب.