بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

دبلوماسية خاطئة ونتائج صفرية.. سد النهضة يضع إثيوبيا في مأزق

سد النهضة
سد النهضة

حالة من التوتر تشهدها دول حوض النيل خلال الأيام الماضية، بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الانتهاء من سد النهضة ودعوة مصر والسودان لحضور الافتتاح، الأمر الذي دفع القاهرة أن ترد ببيان رسمي على لسان الخارجية، معتبرة أن ما تفعله إثيوبيا إجراءات أحادية مرفوضة، وأن إثيوبيا تتبع سياسة العناد الأمر الذي ينجرف بالمنطقة إلى حافة الهاوية. 

شراقي: التوربينات لا تعمل ولم يتم استهلاك مياه لانتاج كهرباء

قال عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لمصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة، هي محاولة استفزازية وليست دبلوماسية، وهي أيضا تأتي في إطار الرد على تساؤلات الشعب الإثيوبي الذي يسأل دائمًا على السد الذي تأخر 8 سنوات في افتتاحه، وهي استنزاف لأموالهم دون الوصول إلى إنتاج من الكهرباء أو الزراعة. 

وأضاف شراقي في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن سد النهضة انتهي رسميًا من التخزين والخرسانات، والبحيرة مليئة على مدار خمس سنوات، لذلك يحاول أبي أحمد أن يطمئن الشعب الإثيوبي، ولكن يبقى الجزء الأهم في السد وهي التوربينات، وهم من المفترض 13 توربين، وحتى الآن لم يتم تركيب 6 فقط وتصريحه أبي أحمد على افتتاح السد في سبتمبر المقبل على أمل أن يتم تشغيل تربونات أخرى، ولا أعتقد أن جميع التربونات سيعملون خلال الافتتاح الرسمي. 

وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مخزون بحيرة سد النهضة منذ سبتمبر الماضي لم ينقص شيء، وهذا يوضح أن التوربينات لا تعمل ولم يتم استهلاك مياه لإنتاج كهرباء، وبالتالي كان من المفترض فتح البوابات لتفريغ المياه حتى يتم استقبال المياه القادمة في الشتاء الحالي، ولكن اعتقد عدم فتح البوابات تعلق بمنظور سياسي، حتى لا يتم الكشف عن عدم القدرة على تشغيل البوابات وإنتاج مياه أمام الشعب الإثيوبي. 

وأشار شراقي أن إثيوبيا مجبرة على فتح البوابات خلال الأمطار الحالية، وأن ما يحدث هو عبارة عن استخفاف من أبي أحمد في التعامل مع مصر والسودان، لأن الدول لثلاث لا زالت على خلاف بشأن سد النهضة ولم يتم التوصل حتى الآن لاتفاق، متابعًا: أنه في حالة فتح البوابات سيكون هناك ضررا على السودان بشكل كبير، لأن الشهور الثلاث المقبلة تتساقط فيها أمطار بمقدار 40 مليار متر مكعب، وهذا سيجعل إثيوبيا مضطرة لفتح بوابات السد على حسب كميات الأمطار المتساقطة. 

وتابع شراقي أن أبي أحمد يمارس سياسة العناد مع مصر، ويحاول إظهار نجاحه للشعب الأثيوبي، ولكن على أي حال من الأحوال ستحصل مصر على حصتها كاملة من المياه سواء من خلال البوابات أو من خلال التوربينات، وبالتالي إذا أرادت إثيوبيا إنتاج كهرباء عليها تمرير المياه في التربونات وهذا ستصل إلى مصر. 

واختتم شراقي، أنه حاليًا ليس هناك أي مفاوضات حول السد، وهذا يجب أن يتم العمل عليه في أسرع وقت، لإنهاء هذه الأمور قبل الافتتاح الرسمي، ويجب أن نضع الخطوط الحمراء جانبا ونتفاوض على الأمور التي يمكن التفاوض عليها، فمصر لن تتخلى عن حصتها من مياه النيل، وإثيوبيا لن تعلنها صراحة أن مصر لها حصة، وبالتالي يجب العمل على إنهاء الأمر بشكل أكثر سرعة، لأن التوتر الأكثر سيكون حالة إعلان إثيوبيا إنشاء سد جديد، ويجب الوصول لحل في التفاوض في ظل وجود طرف مثل الولايات المتحدة. 

بيومي: سد النهضة لن يؤثر على مصر 

في هذا الصدد قال السفير جمال بيومي مساعدة وزير الخارجية الأسبق، لـ “بلدنا اليوم”، إن سد النهضة لن يؤثر بأي حال من الأحوال على مصر، لأن الهضبة الحبشية تتساقط عليها 1600 مليار متر مكعب من المياه، ومصر تحتاج إلى 85 مليار فقط، وإثيوبيا ليس بها نظام للري لأن المطر يتساقط على جميع نواحيها، وأيضا السد تم بناؤه على حدود السودان، لكن في الحقيقة ما يضايق مصر هي سرعة ملئ الخزان وهو ما يؤثر على التدفق للمياه، والثاني هي ارتفاع زيادة البناء إلى 143 متر، بعدما كان المقرر 47، وهذا قد يتسبب إلى زلازل بسبب تدفق المياه من الأعلى، وهذا أيضا لأن أرضية السد طينية، وليست جيرايت كالسد العالي. 

تم نسخ الرابط