قرية سرابيوم «النقطة الفاصلة للاحتلال».. حيث التاريخ المغمور على أرض الإسماعيلية

قرية سرابيوم.. هناك حيث القرى الضاربة في القدم، تقع مدينة قل من يعلم عنها الكثير، بغض النظر عن كونها الأقدم في منطقة الشرق الأوسط؛ فعلى أرض محافظة الإسماعيلية توجد قرية سرابيوم التي لها تاريخ عريق، فما قصتها؟ ولماذا ظلت مغمورة حتى وقت قريب.
قرية سرابيوم
قرية سرابيوم، اسم كبير ولها تاريخ عريق، وتعد من أقدم القرى بمحافظة الإسماعيلية، بل وتعتبر قرية سرابيوم من أقدم القرى في المنطقة، فهي قرية تابعة لمركز ومدينة فايد، ويصل عدد سكانها إلى 35 ألف نسمة حسب آخر إحصاء.
أسماء توابع قرية سرابيوم
تضم قرية سرابيوم أكثر من 26 تابعًا من العزب الصغيرة، "سرابيوم المحطة، أم عروج، الهواشمة، أبو صيام، الإصلاح، المنشية الجديدة، عواد سالم، أبو شلبي، مجمع المدارس، الدريسة، الزمالطة، عزبة السبيل، أبو عامر، الطباخين، العبابدة، العمار، القرية النموذجية، نور الصباح، عدلو، أبو عبية، أبو هيبة، عزبة أحمد خفاجة، الكرنك، الزمالطة الجبل، حمادة أبو ناصر، والخفاجات"، كما يضم هويس سرابيوم عدة مناطق، هي "الهويس الأم، العقادة، البلابسة، عسكرية، عبد المولى، العرب الشرقية، الضبع، الجبلاوي، أبو راضي، زين العابدين، أبو علام، أبو سنوي، أبو ربيع، أبو الديب، الداؤودية، عزبة ذكي، العاشر من رمضان، عزبة يوسف، غزالة الغربية، غزالة الشرقية، القراقرة، عزبة فتحي، السواحل، الطمنى، أبو صقر، وفيتا".

سببا تسمية قرية سرابيوم بهذا الاسم
يرجع المؤرخون سبب تسمية قرية سرابيوم بهذا الاسم إلى قولين، الأول أنها مر بها سيدنا موسى عليه السلام أثناء فراره من فرعون مصر الذي كان يلاحقه، ومع ذلك صبر فيها يوما، أي في سرابيوم، وجاءت التسمية بعد أن حُرِّفت لاحقًا.
أما الثاني، فهو أن السرابيوم هو المعبد الذي كان يُعبد فيه الإله سيرابيس في زمن دولة البطالمة، الذي جمع المصريين والإغريق لعبادة إله واحد، وهو أرجح الأقوال حسب المؤرخين، أي أن اسمها مرتبط بالإله سيرابيس الذي كان يُعبد في العصرين اليوناني والروماني، والمعبود سيرابيس هو إله جمع بين صفات أوزيريس المصري وزيوس اليوناني.

الجدير بالذكر، أن هناك عدة معابد للإله سيرابيس في مصر، أشهرها في الإسكندرية، وقد يكون للقرية علاقة دينية أو تجارية بهذه الحقبة، وفي العصر الفرعوني، لا توجد دلائل قاطعة على أن سرابيوم نفسها كانت قرية فرعونية، ولكن المنطقة المحيطة بها كانت جزءًا من الطريق التجاري والتواصل بين مصر الشرقية ومدن الدلتا، خاصة مع وجود قناة سيزوستريس التي ربطت نهر النيل بالبحيرات المرة والبحر الأحمر.

“الدفرسوار” أشهر مناطق قرية سرابيوم
وشهدت منطقة سرابيوم في العصور الإسلامية ازدهارًا مع مرور القوافل التجارية، كما تشتهر بوجود منطقة الدفرسوار، تلك المنطقة التي تقع على قناة السويس، والتي من خلالها استطاعت إسرائيل العبور إلى الضفة الغربية من القناة أثناء حرب أكتوبر، وشهدت معارك عنيفة في تلك الحرب بين قوات الاحتلال الإسرائيل والجيش المصري.
ومن المشروعات العملاقة التي تم افتتاحها مؤخرًا بسرابيوم، مشروع سحارة سرابيوم، وهو أول مشروع قومي ينقل مياه النيل إلى سيناء، وتعد السحارة أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبلغ طول مشروع سحارة سرابيوم 420 مترًا، ويقع أسفل قناة السويس الجديدة، ويهدف إلى توفير مياه الري من ترعة سيناء لري نحو 200 ألف فدان، ويستهدف نقل مليون و250 ألف متر مكعب من مياه مصرف المحسمة يومياً لمعالجة مشكلة نقص مياه الري، وتعتبر سرابيوم الجديدة كانت من أوائل القرى التي افتتحها الرئيس السادات في 2 نوفمبر عام 1977 بعد إعادة إعمارها عقب عدوان 1967.