بكاء أسرة الكاتب الصحفي الراحل محمد الدسوقي خلال تأبينه بنقابة الصحفيين

احتشدت القلوب قبل العيون داخل قاعة نقابة الصحفيين، مساء الخميس، في ليلة امتزجت فيها الدموع بالوفاء، والعرفان بالمحبة، لتودع الصحفي الكبير محمد الدسوقي، مدير تحرير مؤسسة الأهرام الأسبق، في أمسية تأبينية نظمتها لجنة المعاشات بالنقابة، احتفاءً بمسيرة رجل أخلص للصحافة حتى الرمق الأخير.
فاروق الدسوقي: أخي كان أبي ومعلمي الأول
"لم يكن مجرد أخ أكبر، كان أبي وقدوتي ومعلّمي الأول".. هكذا بدأ الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي، مساعد رئيس تحرير "الوطن"، حديثه في تأبين شقيقه، مؤكدًا أن الصحافة بالنسبة للراحل لم تكن مجرد مهنة، بل كانت هوية وحياة ورسالة، زرعها فيمن حوله من تلاميذ ومحبين.

وتابع ”الدسوقي“ بصوت امتزج فيه الحزن بالفخر: "عشت في حضنه 47 سنة.. من وأنا طفل عمره خمس سنين، وهو حديث الزواج، كان يصطحبني معه في كل مكان، تعلّمت المهنة من قلبه قبل قلمه، وتشبعت بقيمها ومبادئها من أسلوبه وسيرته".

قيم لا تتبدل ومبادئ لا تنكسر
واستعاد فاروق الدسوقي ذكريات البداية قائلاً: "حين تخرجت من الجامعة وطلبت أن أكون صحفيًا، لم يتردد لحظة، كان أول الداعمين، وأول من قساني حين احتجت، لكنه كان صادقًا، يتعامل مع مواقف الحياة كأنها دروس مهنية، حين رفعت ضدي أول قضية بسبب مقال، استقبل الخبر ضاحكًا: (مبروك.. دلوقتي بس بقيت صحفي بجد)".

وأكد أن الراحل محمد الدسوقي كان مدرّبًا بالفطرة، لا يبخل بتجربة أو نصيحة، يعلّم المهنة كمن يعلّم الصلاة، ويدافع عن الدقة والمصداقية وكأنها من الثوابت المقدسة.
أمسية وفاء لمدرسة ممتدة في بلاط صاحبة الجلالة
شهدت الأمسية حضورًا واسعًا ضمّ عددًا من أعضاء مجلس النقابة، وكبار أساتذة الإعلام، وزملاء وتلاميذ الفقيد من مختلف الأجيال، إلى جانب أسرته ومحبيه الذين احتشدوا لتوديع من علّمهم أن الصحافة ليست مجرد مهنة بل مسؤولية وطنية، ولكن الدموع التي انهمرت في هذه الليلة لم تكن فقط حزنًا على رحيل أحد رموز الصحافة المصرية، بل كانت امتنانًا لمسيرة امتدت لعقود، عاشها الكاتب الصحفي الراحل محمد الدسوقي مدافعًا عن المهنية، مؤمنًا بالكلمة، مناصرًا للحقيقة.









