شبح الأعمار المرتفعة يُهدد طموحات الأهلي في الموسم الجديد

في الوقت الذي تتجه فيه معظم أندية كرة القدم إلى خفض معدل أعمار لاعبيها والاعتماد على عناصر شابة لبناء مستقبل قوي ومستدام، يبدو أن النادي الأهلي اختار السير عكس هذا التيار خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الفريق الأحمر في السنوات المقبلة.
بالرغْم من أن التوجه العام في عالم الكرة بات واضحًا هذا الموسم، من خلال التضحية باللاعبين الكبار وضم صفقات شابة، فإن الأهلي خالف هذا النهج بالتعاقد مع لاعبين تجاوزوا عتبة الثلاثين، في ظل تراجع فرص مشاركة اللاعبين الشباب، وهو ما قد يُشكل خللًا واضحًا في الهيكل الفني للفريق.
محمد رمضان المدير الرياضي السابق للنادي، كان قد وضع خطة واضحة لتقليل معدل الأعمار داخل الفريق، لضمان تجديد الدماء وتحقيق الاستمرارية في المنافسة.
وأوضح رمضان بعد رحيله، أن فلسفته كانت تعتمد على الاستغناء التدريجي عن اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثة والثلاثين عامًا، مثل التونسي علي معلول وعمرو السولية، إلى جانب عدم تفعيل بند شراء يحيى عطية الله بسبب تقدمه في السن.
لكن إدارة الأهلي، وتحت مبررات أبرزها "إرضاء الجماهير" بالتعاقد مع أسماء كبيرة، تجاهلت هذا التوجه بالتعاقد مع لاعبين مثل المغربي أشرف بن شرقي (31 عامًا) ومحمود حسن تريزيجيه (31 عامًا)، ثم أعادت محمد شريف (29 عامًا) إلى صفوف الفريق، ليصبح قريبًا من الدخول في دائرة الثلاثينيين.
وباتت قائمة لاعبي الأهلي تضم عددًا كبيرًا من اللاعبين كبار السن، منهم محمد الشناوي (36 عامًا)، ياسر إبراهيم (32)، حسين الشحات (33)، عمر كمال (31)، إلى جانب لاعبين يقتربون من الثلاثين مثل محمد هاني وأحمد سيد "زيزو".
وقد بدأت آثار هذا التوجه في الظهور بالفعل، وكان أبرزها ما حدث في بطولة كأس العالم للأندية، حين بدا الفريق غير قادر على مجاراة فرق تتمتع بلياقة بدنية وسرعة أعلى، كما حدث في مواجهتي إنتر ميامي الأمريكي وبالميراس البرازيلي، وهي مباريات كشفت الفارق الكبير بين لاعبي الأهلي وخصومهم على المستوى البدني والذهني.
ورغم مشاركة شركة الكرة في إدارة التعاقدات داخل النادي، فإنها لم تُبدِ أي اعتراض على هذه السياسة، التي قد تُدخل الفريق في أزمة حقيقية خلال العامين المقبلين، لا سيما مع المنافسات الشرسة التي يخوضها النادي، وعلى رأسها دوري أبطال أفريقيا، البطولة الأهم للنادي على المستوى القاري، والتي تُعد بوابته للمشاركة في البطولات العالمية مثل كأس العالم للأندية.
الاعتماد المفرط على اللاعبين الكبار دون خطة واضحة لإحلال وتجديد الصفوف، يهدد مسيرة الأهلي في المستقبل القريب، ويضع علامات استفهام حول جدوى هذه الاستراتيجية، خاصة إذا استمرت في تجاهل عنصر الشباب الذي يمثل العمود الفقري لأي مشروع كروي ناجح.